ما قيل في اعتذاريّات النابغة الذبياني.. الذل والمسكنة والصغار في طريقة استعطافه للملك النعمان والخروج عن سياق النفسية العربية وطبائع الفروسية



اختلف الباحثون في تقويم اعتذاريات النابغة وأسبابها، فمنهم من نسب هذه الإعتذاريات إلى العامل النفسي الذي انطبع عليه النابغة، وهو الذل والمسكنة والصغار في طريقة استعطافه للملك النعمان.

وفي هذه القصائد يفقد الشاعر العربي عنجهيته، ويحني هامته، ويخلع سيفه ودرعه، ليرتدي ثوب الذل، متعفرا، مخذولا على أعتاب القصور وبين أقدام الملوك.

وقد خرج النابغة بذلك عن سياق النفسية العربية، وطبائع الفروسية، التي كان يضج بها الشعر القديم، يصورها الشاعر، وكأنها أعز من حياته.

ومن الباحثين من أقر له بالبراعة والتفوق، دون أن يوفق إلى ذكر المآخذ على أسلوبه الإعتذاري.

وقد فات أكثرهم، إن لم يفتهم جميعا، أن يدرسوا هذا الفن في ضوء الظروف التي كانت تحيط بالنابغة.