دور رومان جاكوبسون وكلود ليفي شتراوس في تطور البنيوية.. استخراج التقابلات في القصيدة والمستويات الصوتية والتركيبية والدلالية



هاجر ياكوبسون إلى أمريكا، حيث التقى الأنثربولوجي كلود ليفي شتراوس أثناء الحرب العالمية الثانية.

فتوطدت بينهما علاقة فكرية كان لها الفضل في تطور البنيوية، حين اشتركا معاً في تحليل قصيدة (القطط) لبودلير تحليلاً بنيوياً في عام 1962.

وأصبح تحليلهما هذا واحداً من كلاسيات الممارسة البنيوية الرفيعة.
حيث استخرجا- بعناد وإصرار شديدين- التقابلات في القصيدة، والمستويات الصوتية والتركيبية والدلالية.

ولكن ريفاتير رد على تحليلهما هذا بمقالة نقدية رأى فيها أن بعض البنى التي حدداها لم يدركها القارئ اليقظ.

وأن تحليلهما لم ينتبه لعملية القراءة، فتناول النص تزامنياً، بوصفه موضوعاً في الفراغ، لا حركة في الزمن.

وأنهما تجاهلا ما للكلمات من تضمنات حاسمة لا يمكن إدراكها بالانتقال خارج النص إلى السنن الثقافية والاجتماعية التي يتكئ عليها. وهذه تحرمها الافتراضات البنيوية.

وقد عالجا القصيدة بوصفها (لغة)، بينما اعتبرها ريفاتير (خطاباً)، فلجأ إلى سيرورة القراءة والوضعية الثقافية التي يتم فيها فهم النص.