مدرسة الكشف والمعرفة عند الصوفية.. المنطق العقلي وحده لا يكفي في تحصيل المعرفة وإدراك حقائق الموجودات

تقوم مدرسة الكشف والمعرفة على اعتبار أن المنطق العقلي وحده لا يكفي في تحصيل المعرفة وإدراك حقائق الموجودات.
إذ يتطور المرء بالرياضة النفسية حتى تنكشف عن بصيرته غشاوة الجهل وتبدو له الحقائق منطبقة في نفسه تتراءى فوق مرآة القلب.
وزعيم هذه المدرسة: أبو حامد الغزالي.
والكشف الصوفي هو كشف الحجب عن أولياء الصوفية فيرون ويسمعون ويعلمون مالا يعلمه الناس من مغيبات سواء الماضية أو الحاضرة أو المستقبلية.
مثل: علم الغيب، والنظر فى اللوح المحفوظ، والعلم بوقت الموت، ومعرفتهم لخائنة الأعين وما تخفى الصدور، وأن يوحى إليهم، وغير ذلك.
وفيما يلى يتضح ذلك من النماذج والقصص المذكروة على لسان الصوفية وفى كتبهم المعتمدة , التى تحكى عن أولياء الصوفية الذين اطلعوا على أمور غيبية لا يعلمها إلا الله.
تعريف الكشف عند أولياء الصوفية:
يعرفه أحمد الرفاعى: (الكشف: قوة جاذبية بخاصيتها نور عين البصيرة إلى فيض الغيب) (الطبقات الكبرى للشعرانى صـ 313).
يقول بأن الكشف قوة تجذب صاحبها إلى عالم الغيب فيطلع على الغيب.
يعرفه إبن عطاء السكندرى: (الكشف: هو الإطلاع على ما وراء الحجاب من المعانى الغيبية والأمور الحقيقية وجودا وشهودا) (قائمة بالمصطلحات الصوفية الواردة فى كتاب الحكم العطائية لإبن عطاء الله السكندري).
ويعرفه إبن عربى: (المسامرة: خطاب الحق للعارفين من عالم الأسرار والغيوب (نزل به الروح الأمين)) (الكلمات التى تداولتها الصوفية – إبن عربى صـ 53).
(المطالعة: توقيعات الحق للعارفين إبتداء أو عن سؤال منهم فيها يرجع على حوادث الكون) (الكلمات التى تداولتها الصوفية – إبن عربى صـ 55).