تأثير الدفيئات الزراعية.. زيادة بعض الغازات الناتجة عن احتراق (الميتان) الناتج عن الفضلات العضوية في الجو

ينتج تأثير الدفيئات الزراعية، عن زيادة بعض الغازات الناتجة عن احتراق (الميتان) " الناتج عن الفضلات العضوية في الجو. وكذلك، الغاز المتسرب عن المركبات" وَتُرْجع الأرض أو تعكس الطاقة المرسلة إليها بواسطة الشمس. ويحدث التعديل في تركيب الغازات الناتجة عن النشاطات الإنسانية، في الحالة التي تكون فيها الأرض، في نظام مغلق "أي ما من مادة تدخل أو تخرج منها، باستثناء طاقة الإشعاع الشمسي". يحدث جزءاً كبيراً من الحرارة المنبعثة، وكأنها وقعت في شرك، كما في الدفيئات (SERRE) التي تؤدي إلى إعادة تسخين الأرض بتأثير هذه الدفيئات، نتيجة هذه العملية، وكان مؤتمر مونتريال "كندا" عام (1987)، حول تسخين الكرة الأرضية، ثم مؤتمر لاهاي (هولاندا) عام (1989)، المخصص لموضوع إعادة تسخين الأرض تحت شعار : " الكرة الأرضية هي بلدنا". وقد وصفت المجلة الأمريكية تايم في عددها شهر كانون الثاني عام (2002)، الأرض بأنها "الرجل العام". ونظمت قمة الأرض في (ريو) عام (1992) تحديد أهداف (أجندتها الـ21)، التي يتوجب متابعتها، وهي : حماية الغابات، وكذلك المناخ، وتنوع العوامل المناخية.
لقد تجاوز تَرَكُّز غاز الفحم (CO2)، الـ(70) جزءاً من المليون (PPM)، كما كان في القرن التاسع عشر، ليصل إلى (350) اليوم)، ونتجت نصف هذه الزيادة،خلال العقود الزمنية الثلاثة الأخيرة.
وعلى أساس الاتجاهات الحالية، يجب وضع النسب في الزيادة السنوية من (PPM) من (4%)، كل عام، وسيصل إلى مستوى الـ(600) في عام (2050).
وطبقاً لبعض التقديرات، فإن ذلك يمكنه أن يحدث زيادة في درجة الحرارة المتوسطة للكرة الأرضية، من (1,5 إلى 4,5) درجة سلسيوس (CELSIUS )، من الآن، حتّى عام (2030). وسيحدث عن مثل ذلك التوقع، تسخين الأرض. مما سينتج عنه، ارتفاع في مستوى البحار والمحيطات، مما سيؤدي إلى ذوبان الجليد، وهذا سيؤدي بدوره إلى حدوث فيضانات، وبالتالي امتداد في الشواطئ. ويمكن أن تؤدي الزيادة في ارتفاع مستوى البحار والمحيطات من(0,5 إلى 3) متر، سيؤدي ذلك بدوره إلى إغراق (3%) من الأرض الطافية، التي تؤوي ما بين (10 ـ 20%) من سكان العالم، و(25%) من سطح الكرة الأرضية القابلة للزراعة. بحيث يوجد هناك، في بنغلادش والدلتا الهندية، ودلتا النيل، وشواطئ خليج المكسيك، جميعها، مناطق، فيها الكثافة السكانية، زائدة الآن، ولهذّا ستكون المعنية الأولى بهذا الأمر.
وقدر تقرير اللجنة التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، على أثر استقصاء دولي، بتاريخ تشرين الثاني عام (2000)، على التبدلات المناخية (EHANGE DIMATE ON PANEL INTERNATIONAL) (IPCC) قام به خبراء من حكومات مختلفة،حول التطور المناخي ـ وقد قدر تنبؤاته ثانية حول ارتفاع إعادة التسخين بـ(1,5 ـ 6) درجات مئوية، من الآن وحتى عام (2100).
في الواقع، كانت توجد في الماضي تنبؤات كارثية، مبالغ فيها، لم تسمح بالإسهام في الاعتماد على الخبراء يُبَلَّغون عن تسخين الأرض ثانية. وهم يجمعون على هذه النقطة. والأكثر أيضاً، تأكدت لهم الظاهرة من قبل،حيث كان عام الـ(2000) الأسخن  من أعوام القرن العشرين كله. فقد قدرت بعثة علمية كانت تتجول في المحيط الأرتيكى (ARTIQUE)، شهر آب عام الـ(2000) أن قسماً من الجليد القطبي قد اختفى، في القطب الشمالي.
ويشهد العالم اليوم مضاعفة ما كان يسمى في الماضي بـ"الكوارث الطبيعية" من أمطار سيلية تتدفق على الهند،  وقيظ حار يمر على المدن الأوربية، وطوفانات تغمر موازنبيق، وجفاف، يؤثر على الصين، ودمار ينشأ عن ظاهرة النينو(NINO)، ومن الزلازل والهزات الأرضية في تركيا وفي اليونان، وفي أثيوبيا وتايوان. وانزلاقات أرضية في المكسيك وفي فنزويلا، وأعاصير شديدة في الهند والباكستان، وتتلاحم الكوارث المناخية بفواصل زمنية أو وتائر متقاربة أكثر فأكثر.
ويمكن القول إن مواجهة حماية البيئة تماماً بعيدة كونها تشكل عاملاً لوقف التزايد، كما تشكل أحد الحوافز لاهتمام أكثر. وبعد كل ذلك. فالأمر يتعلق بإنشاء سوق جديدة، لا أكثر ولا أقل، من أجل دعم المستهلكين للمنتجات، بصورة أكثر والمسماة  بـ"المنتجات الخضراء". ويجب أن لا ننكر أن الصراع في مواجهة الاضطرابات البيئية، هو أحد المصادر للنزاعات شمال/ جنوب.
فقد صرح راجيف غاندي، عندما كان رئيساً لوزراء الهند، أن "فقر الجماهير يجبر الفقراء على إفساد البيئة، حيث يعتمدون عليها من أجل بقائهم على قيد الحياة البسيطة". كما أن الإعلان الذي جرى من قبل الحكومة الأندنوسية، الخاص بتغطية (20%) من غاباتها بنباتات الدلب الهندي ـ وهي جنس من الأشجار الحرجية، خشبها شديد الصلابة، يستعمل في صناعة السفن ـ والكاوتشوك والأرز والبن، وبعض الزراعات الأخرى، وهي مبررة ضمنياً من واقع أن (70) مليون أندنوسي، لهم الطموحات نفسها، كأي واحد آخر في الولايات المتحدة"، في حياة يشعرون فيها بالراحة. في الوقت نفسه، فإن القضم الآخذ في التزايد لغابات الأمازون في البرازيل، من واقع الفلاحين الفقراء الذين يتابعون طرق التسلل للغابات وَجَثِّ الحراج، كل ذلك التحرك من أجل أهداف تجارية.
بلدان الشمال قلقة في الواقع بشأن المحافظة على البيئة، لأنها تهتم أكثر، لكن في الوقت نفسه، تصر على ضمان تصنيعها. وهي اليوم المستهلك الأكبر للطاقة. إذ تستهلك الولايات المتحدة وحدها (25%) من الطاقة العالمية، مع(4%) من سكان الكرة الأرضية.
لكن مما لا يقبل الجدل، أن التنمية الاقتصادية في الجنوب مستحبة ومشتهاة على كل وجه، لكنها لن تكون دون آثار ونتائج على التوازن البيئي.
فقد ضاعفت الصين إنتاجها من الفحم منذ عام (1949) عشرين مرة، وهي في طريقها لتصبح الملوث الأول الرئيس للكرة الأرضية مع نشر الغازات لأغراض الزراعات المحمية كأكبر مؤثر في هذه الغازات في العالم. ولهذا، فمن وجهة نظر الزعماء الصينيين، أنه الثمن الواجب دفعه لضمان الانطلاقة الاقتصادية في البلاد، وهم يجتهدون في العمل في سبيل الخفض التدريجي، لاعتمادهم على حصة الفحم في إنتاج الطاقة بعد الآن، وذلك بالعمل على الانتقال من (72%) عام (2000) إلى (60%) عام (2010)، و(50%)عام (2050). وهذه الوتيرة تبدو بطيئة جداً من أجل الصراع ضد تأثيرات الزراعات المحمية (SERRE). من جهة أخرى، فماذا سيجري عندما ستحل العربات الفردية أي السيارات، رمز الحرية والنجاح الاقتصادي في الصين، محل الدراجات الهوائية كوسيلة للتنقلات؟ كما أن المدن الصينية، هي الآن، من بين المدن الأكثر تلوثاً في العالم، ومعرضة لخطر أن تصبح أكثر تلوثاً في المستقبل. فهناك تسع من عشر مدن هي الملوثة الأكثر في العالم، هي منذ الآن، صينية، وإننا نشعر بالقلق من رؤية السماء، وقد أصبح الجو ملوثاً كثيراً، في الصباح.
إن إعادة تسخين الأرض، قد وصلت إلى مرحلة التأثير في طبقة الأوزون المحيطة بالكرة الأرضية، بحيث أن تأثيراتها لم تعد تقتصر على المواقع المحلية التي تنشر غازات تساهم في تسخين الأرض، بل سيتم الإحساس بها على المستوى العالمي، وهذه التحديات لا يمكن أن تعالج لخفض انبعاثها، إذا لم تتم المحافظة على الغابات الاستوائية، في أمريكا اللاتينية وفي آسيا، وإذا استمرت الصحراء بالامتداد باتجاه مناطق جديدة في أفريقيا.
إنه من الملاحظ أن الحل المحتمل لهذه المشكلات الحيوية بالنسبة للإنسانية، ربما لا يمكن تنفيذه إلاّ على المستوى العالمي. إذ لا تهتم العولمة إلاّ بالتدفقات المالية، لكن عليها أيضاً الاهتمام بالمحافظة على الكرة الأرضية.
لقد جرى التوقيع في قمة (ريو) قمة (الأرض) على ميثاق في نطاق الأمم المتحدة، في شهر حزيران عام (1992)، والمتعلق بالتبدلات المناخية. وقد أقرت تلك القمة، كأهداف : " العمل على تثبيت كثافات الغازات  نتيجة تسربها من الزراعات المحمية في الجو، إلى  مستوى يمنع كل تشوش أو إخلال (ENTROPIQVE) الحظِر نتيجة نظام التكييف". ووضع الميثاق قائمة في (ملحقة رقم1) بالبلدان الصناعية ـ بلدان منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، والاتحاد السوفياتي السابق ـ الملوثة للكرة الأرضية، على أن تتعهد بصورة محددة، بالعمل من أجل تحديد انبعّاث الغازات، كما ضمنت في ملحقها رقم(2)، بلدان منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، أن تتعهد " بتقديم المصادر المالية الجديدة" لتغطية التكاليف التي قد تسبب في معافاة البلدان النامية من أجل إقامة تكنولوجيات تؤدي إلى خفض انبعاث الغازات.
وتعهدت البلدان التي بدأت بتصنيع نفسها منذ مائة وخمسين عاماً، "وهي البلدان المفترض أنها الأغنى بأنها الأكثر مسؤولية من البلدان الأخرى تجاه تراكم الغازات في الجو، تعهدت بخفض انبعاث غازاتها نتيجة استخدام الزراعات المحمية، بمقدار (5%)، خلال الفترة (2008 ـ 2012)، وذلك حين صدر عن مؤتمر كيوتو، في اليابان عام (1997)، مع ذلك رفض مجلس الشيوخ الأمريكي، التصديق على ذلك البروتوكول. والواقع أن البلدان المتطورة، لم تخفض من انبعاث الغازات. بل زادت من التسبب في انبعاثها. ومن هنا يقتضي الأمر خفض التبدلات في سلوك الأفراد، وبصورة جماعية، بحيث يصبح المواطنون في بلدان العالم الصناعي، جاهزين لقبول ذلك.
وفي عام الـ(2000) انعقد مؤتمر لاهاي ، الذي كان هدفه العمل على تقديم الأهداف المحددة في (كيوتو) منفصلة، وذلك مما يعكس الفشل الناتج عن العناد الأمريكي خصوصاً.
غالباً ما تقدم الزيادة في عدد السكان في العالم كأحد التحديات الرئيسة التي يجب على العالم أن يحلها.
فقد بقي عدد سكان العالم مستقراً، خلال الألف الأولى، من التاريخ الميلادي، فكان عدد سكان الكرة الأرضية، عام (1798) عندما نشر مالتوس بحثه، مقدراً بمليار نسمة. زعم مالتوس عندئذ أن السكان يتزايدون بوتيرة مرتفعة، أكثر من وتيرة تزايد مصادر الكرة الأرضية " وطبقاً لنظريته: يتزايد السكان طبقاً للسلسلة الهندسية في حين تزداد المصادر حسب السلسلة الحسابية.
وسيؤدي ذلك إلى حدوث مجاعات منتظمة. لكن، سيسمح التقدم في الطب والصحة العامة، والتكاثر في القوت "المنتجات الغذائية"، والتطور الاقتصادي الناتج عن التصنيع، بمضاعفة عدد السكان خلال قرن، حيث يصل إلى (2) مليار نسمة عام (1995)، لكن دون أن تكون الأرض عاجزة عن تغذية سكانها، كما فكر مالتوس، ونشر الأمريكي بول إهرليش PAUL EHRLICH كتاباً بعنوان : " القنبلة البشرية" (THE POPULATION BOMB) الذي تنبأ فيه من جديد بحدوث كارثة ديموغرافية. وأن ما هو مرعب حقاً. تلك التنبؤات الرؤيوية ـ المتعلقة برؤيا القديس يوحنا، التي تتميز بوصف مذهل لنهاية العالم APDEALIPTIQUE  التي تشير إلى أن عدد سكان الكرة الأرضية سيصل إلى (7) مليارات إنسان في عام الـ(2000) و (20) ملياراً في عام (2050) و(55) ملياراً في عام (2100).
وقد تضاعف عدد سكان الكرة الأرضية في الفترة (1925 ـ 1975)، فوصل إلى (4) مليارات نسمة، ثم بلوغ (6) مليارات في نهاية القرن العشرين. وهكذا تصبح السيطرة الديموغرافية. من الأمور الأساسية للتنمية الاقتصادية في بلد ما. هذه هي البديهية أو المسلمة التي بحسبها :"هؤلاء الذين يولدون في بلد فقير، حيث  يتزايد عدد السكان بسرعة، سيموتون أيضاً في بلد فقير".
ومن أجل أن يزداد الدخل الحقيقي للفرد يجب حتماً أن تكون نسبة النمو الاقتصادي أعلى من نسبة النمو السكاني.
واليوم، إن التزايد السكاني، هو ما يحدث بصورة رئيسة في بلدان العالم الثالث. ويتوقع البنك الدولي، أن يتجاوز عدد سكان الكرة الأرضية الـ(8,5) مليار نسمة في عام الـ(2030)، لكن على الـ(2,8) مليار إنسان، من هؤلاء الإضافيين، يجب على (2) مليار منهم،أن يولدوا في البلدان النامية، حيث لا يتجاوز دخل الفرد الـ(2) دولار في اليوم. ومن الواضح أنه سيكون من الصعب توفير الغذاء والماء لهم، دون الحديث عن طرق الوصول للعناية الصحية والتعليم.
إنها آسيا التي تعرف، في الوقت الحاضر، المنحنى البياني الديموغرافي الصاعد الأكثر أهمية، مع العملاقين السكانيين، الصيني والهندي.
لقد غنى جاك دوترون (DUTRONE JAQUES) في بداية ستينات القرن العشرين، أغنية تحت عنوان :"ستمائة مليون جني وأنا، وأنا، وأنا". وإذا وجب التذكر اليوم بذلك الرقم الذي أصبح اليوم (1,2) مليار، على الرغم من أن السياسة الفعالة من أجل السيطرة على الولادات، والتي يجب ذكرها ، فمن المحتمل أنه يجب الغناء من جديد للـ(1,5) مليار صيني، كلازمة لأغنية جديدة، من الآن وحتى الـ(25) سنة القادمة.
أما الهند فقد عرفت تقدماً مشهدياً في هذا المجال، فقد انتقل عدد سكانها من (360) إلى (680) مليون نسمة، خلال الفترة (1950 ـ 1980). ووصل هذا العدد إلى أكثر من مليار نسمة اليوم. ومن المنتظر أن يتجاوز هذا الرقم في القريب العاجل. وفي أفريقيا ، قفزت الأرقام من (220) مليون إلى (720) مليون نسمة، خلال الفترة (1950 ـ1995).
ويمكن أن تؤدي إطالة الانحناءة الحالية في أسهم التزايد السكاني، إلى الوصول إلى (2) مليار، من الآن، وحتى ثلاثين عاماً، أي ليصل إلى حوالي ربع سكان الكرة الأرضية الحالية تقريباً.