الهدف من كتابة السيرة الذاتية.. الحصول على المتعة الفنية المستحدثة عن الصدق و القدرة على التأثير ونقل التجربة الذاتية إلى الآخرين

إن الهدف و الغاية التي تحققها كتابة السيرة الذاتية من صاحبها هي تخفيف العبء عن عاتقه بنقل التجربة الذاتية إلى الآخرين، ودعوتهم إلى المشاركة فيها، فهي توفر فرصة للفنان يريح نفسه بالإعتراف ولإيضاح موقفه من المجتمع.

ويعني ذلك أنه يكتب ليستفيد بالتنفيس عن مكنونات قلبه وإطلاق نفسه من عقالها، وليحصل على المتعة الفنية المستحدثة عن الصدق و القدرة على التأثير، ويكتب ليفيد الناس بتجاربه الذاتية ومشاركته لهم:

1- فإذا كان يحس بالاضطهاد من المجتمع، تخفف من هذا الشعور بالحديث عنه.

2- وإذا أحس بوقع ذنوبه وآثامه، أراح ضميره بالإعتراف بها، وقمع نفسه بالإعلان عن سيئاتها، ووقف منها موقف المتهم والقاضي معا.

3- إذا مر بصراع نفسي أو روحي أو فكري وخرج منه سالما رسم صورة لذلك الصراع وانهى قصته بالهدوء الذي يعقب العاصفة، والاستبشار الذي يأتي بعد اليأس.

4. إذا فشل واخفق أو هزم أو اتهم، فهو يرضى ضميره وهو يظهر الاعتذار والتعليل والتبرير لماحصل.

فالكشف عن دخائل نفسه هو الطريق الصحيح ليقدره الناس من حوله وظهور صدقه[1].

وإن كل هذه العوامل والأسباب تكون وراء الغاية والهدف من كتابة السيرة الذاتية.

[1]- "الترجمة الذاتية في الأدب العربي الحديث" للدكتور يحيى إبراهيم عبد الدايم، ص: 2-16.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال