الأدب ودلالته قديما وحديثا.. ألوان وأجناس أدبية مختلفة كتبت على امتداد تاريخ الأدب العربي. إكساب الأديب مهارات تساعده على نظم الشعر وحياكة النثر



الاستخدام المعاصر للمصطلح أدب متعلق بالكتابة الفنية الجمالية، ويستخدم للتعبير عن ألوان وأجناس أدبية مختلفة كتبت على امتداد تاريخ الأدب العربيّ، ولم يكن العلماء القدماء قد انتهجوا مفهوم الأدب كما هو متعارف عليه اليوم إذ دمجوا فيه فقه اللغة وعلم الكلام، كما أوردوا فيه الأجناس الأدبية المختلفة.

في القاموس القديم للمصطلح أدب نجد ذكر المصطلح للتهذيب والتربية، وقد لوحظ ذلك في القرن الخامس – الثامن للتعبير عن الأخلاق الاجتماعية والتيارات الفكرية 
في مجال الأخلاق يرتبط المصطلح بعادات السلف وهو قريب من اللفظ سنة.

استخدم المصطلح أيضا للتعبير عن المعرفة، وبالأساس معرفة حياة الناس والمجتمع، والاطلاع على أعمالهم الشعرية لمعرفة قيمهم وأخلاقهم، وفي الحماسة نلاحظ وجود باب باسم الأدب جمعت فيه أشعار العرب المتعلق بالآداب العربيّة القديمة التي تعبّر عن سلوكِ الناس وتصرفاتهم.

ارتبط اصطلاح الأدب في وعي أبي تمّام للقيم الاجتماعيّة والأخلاقيّة مع بداية القرن الثّاني للهجرة (8م)، وربما؛ قبل ذلك بقليل ظهر معنى الاصطلاح "أدب" في علاقته مع معنى الكتابة الفنّيّة، وقد استخدم للتعبير عن الشعر بالذّات، أضيف إليه الأمثال والخطب، وكان الأدباء في تلك الفترة يستخدمون الاصطلاح أدب للإشارة إلى مسألة عملية الإبداع الأدبي أو للأدب كموضوع للدّراسات النّحويّة، أو للتنويع لسعة الاطلاع والتبحر للعلم لدى الفرد.

هناك فهم إضافيّ للأدب باعتباره وسيلة، فالهدف الثاني له إكساب الأديب مهارات تساعده على نظم الشعر وحياكة النثر، وهدف ثالث يذكر في مساعدته شرح القرآن الكريم، وفهم الحديث الشريف من خلال تدارك المفردات ومعانيها في الموروث الأدبيّ، وعلى ذلك يمكن أن تدخل معاني اللغة وعلوم البلاغة والعروض في غايات الأدب ناقلا ومعلما لها.