مفهوم العولمة ومجالاتها.. التحديث والاعتماد المتبادل



مفهوم العولمة ومجالاتها:

- العولمة لغةً:

"(Globalization) تعني جعل العالم ذا توجه واحد مسيطر عليه تقنياً وثقافياً  في اطار حضارة واحدة0 وهذا هو المعني الذي حدده المفكرون باللغات الاوربية للعولمة (Globalization) بالانكليزية والألمانية وقد عبروا عن ذلك بالفرنسية بمصطلح Mandial sation ووضعت كلمة العولمة في اللغة العربية مقابلاً حديثاً للدلالة على هذا المفهوم الجديد"(1).

- العولمة اصطلاحا:

هـي تعبر عن تطورين هامين هما التحديث والاعتماد المتبادل ويـرتكز المفهوم بمعناه الشـامل على التقدم الهائل فـي المعلوماتية (تكنولوجيا المعلومات) فضلاً عن الروابط المتزايدة على كافة الصُعد في كل الساحة الدولية المعاصرة.

زيادة الترابط التدريجي للعالم:

من خلال المتابعة لأدبيات العولمة، وتعدد تعريفاتها وتباين الآراء حول مفهوم العولمة فهناك من ينظر اليها على انها عملية تطور طبيعي تلقائي تشير إلى زيادة الترابط التدريجي للعالم، وضمن هذا التعريف يكون لثورة الاتصال المبنية على الثورة العلمية دور فاعل، بمعنى ان العولمة هي تطور تلقائي لا دخل فيه للقوى السياسية السائدة والمهيمنة على العالم وفي نفس السياق يقول برهان غليون "إن العولمة هي تطور في سياق التطورات والمراحل التي تمر بها الإنسانية ويضعها في سلم التدرج التاريخي عندما يعتبرها تطورا طبيعيا للحضارة منذ أقدم الحقب التاريخية التي شهدت الثورات والانتقالات التقنية من الثورة التقنية الأولى المسماة بالعصر الحجري ، فالعصر الحديدي فالزراعي والتي بدأت عدة آلاف من السنين قبل الميلاد0 "(2).

تصنيفات العولمة:

وهناك تعريف آخر للعولمة "يفيد بأنها نوع من العمل بقصد إشاعة نمط معين على الصعيد العالمي تحت قيادة قوة محددة، وهناك من يرى بان العولمة عملية مستقلة عن إرادة كل القوى مهما كانت القوى مهمة "،(3) بمعنى أن العولمة عملية قد أصبح لها استقلالها الذاتي عن اي قوة محركة لها وفي هذا السياق لا بد من التذكير بعدد من التعريفات للعولمة في الادبيات الفكرية العربية، حيث تم تصنيفها الى نوعين: تعريفات أحادية الجانب، و تعريفات ذات  طبيعة شاملة.

(1) فهمي محمود (الدكتور) مجلة الهلال عدد مارس 2001 ص 87.
(2) عبيد، نايف علي، العولمة والعرب، مجلة المستقبل العربي، العدد 221، 7-1997، ص29
(3) عبد الله، اسماعيل صبري، الكوكبة، الرأسمالية في مرحلة ما بعد الامبريالية، مجلة الطريق، العدد34، تموز –اب 1997،ص47.