الحدود الخمسة عند الدروز.. توحيد الله لا يكمل إلا بمعرفة مراتب الحدود الروحانية والحدود الجسمانية وطاعتهم طاعة تامة. العقل الكلي. النفس الكلية



الحدود الخمسة عند الدروز:

يأتي بعد الحاكم في المرتبة حسب تصور الدروز ما أسموه بالحدود الخمسة ويقولون: "إن توحيد الله لا يكمل إلا بمعرفة مراتب الحدود الروحانية والحدود الجسمانية وطاعتهم طاعة تامة".

ويعتقد الدروز أن معبودهم الحاكم أبدع من نوره الحدود الخمسة وأنهم ظهروا في جميع ظهوراته، وآخرها عند ظهورهم مع الحاكم بأمر الله، وهؤلاء الحدود في اعتقادهم ليسوا مولودين ولا يمسهم الموت إذ هم الروح الحقيقي الذي لا يخلوا منـه عصر، وإن أخذوا أسمـاء مختلفـة وأقمصة مختلفة على مـر العصور، والحدود هم:

1- العقل الكلي:

وهو حمزة بن علي، وقد صور حمزة نفسه بالنسبة إلى الحاكم في مقام المسيح بالنسبة للأب عند النصارى، وزعم أن هذا المقام أمر من الحاكم نفسه، وقال حمزة إنه مُبْدَع من نور الحاكم مؤيد بروح قدسه، مخصوص بعلمه مفوض إليه أمره، وقد أطلعه الحاكم على مكنون سره، فحق له بذلك هذه المنزلة ولا يكتفي حمزة بذلك بل يزعم أنه إسرافيل وأنه سينفخ في الصور، وأنه ميكائيل صاحب الراجفة، بل وينسب إلى نفسه المعاني القرآنية، فيزعم أنه الطور والكتاب المسطور وهو البيت المعمور وصاحب البعث والنشور.

العلة الحقيقية فيما يجري في العالم:

ويمثل حمزة في معتقد الدروز العلة الحقيقية فيما يجري في العالم ولذلك أطلقوا عليه العديد من الألقاب ومنها السابق الحقيقي، وعين الزمان وعلة العلل، والأمر، والإمام والباب، وأطلقت عليه زمن الحاكم .

الأدوار والأسماء التي ظهر فيها حمزة:

ويزعم الدروز أن حمزة ظهر في جميع الأدوار بأسماء مختلفة:
- في دور آدم كان اسمه شطنيل.
- في دور نوح كان اسمه فيثاغورس.
- في دور إبراهيم كان اسمه داود.
- في دور موسى كان اسمه شعيب.
- فـي دور عيسى كان اسمه المسيح يسوع وهو المسيح الحقيقي صاحب الإنجيل.
- في دور محمد (ص) كان اسمه سلمان الفارسي.
- في دور الحاكم كان اسمه حمزة بن علي.

2- النفس الكلية:

وتأتي هذه المرتبـة بعـد العقل الكلي وقـد أعطى الدروز هـذه المرتبـة لأبي إبراهيم إسماعيل بـن محمـد بـن حامد التميمي، وهـو ثانـي الحدود باعتبـار أن النفس فيض مـن العقل، وجـزء متمم له، انبثقت عنه ونسبت إلى العقل كنسبـة العقل إلى الخالق.

صفـوة المستجيبين:

وقـد أطلقوا عليه عدة ألقاب منها التالي، داعي الإمام، صفـوة المستجيبين، المجتبـي، وللتميمي عدة رسائل يعتمد عليهـا الدروز في تقرير مذهبهم ورغم قيمة ومكانـة التميمـي عنـد الدروز إلا أنه بعد اختفاء حمزة بعد مقتل الحاكم سنة 411هـ لم يقـم بأي نشـاط إلا أنه يقال إنه بقي حياً حتى 427هـ أي إنه اختفى مع حمزة وباقـي الدعـاة.

3- الكلمة:

وتنسب هذه المرتبة إلى أبي عبد الله محمد بن وهب القرشي، الداعي ثالث الحدود، وأول الثلاثة الذين أضيفوا إلى العقل والنفس، ويطلق عليه عدة ألقاب منها : داعي القائم، المرتضى، الجناح، والذي قلده هذه المكانة حمزة، وقد انقطعت أخباره بعد الحاكم.

4- السابق:

وهو الحد الرابع وتُنسب هذه المرتبة إلى أبي الخير سلامة بن عبد الوهاب السامُرِّيّ ويطلق عليه عدة ألقاب منها: الباب السابق، الباب الأعظم، الجناح الأيمن، المصطفى. والسابق يعتبر الجناح الأيمن في الحدود، وهو والتالي يعتبران الينبوع الذي يجري بالمعرفة الإنسانية.

5- التالي:

وهو خامس الحدود وتنسب هذه المرتبة إلى أبي الحسن علي بن أحمد السموقي وشهرته بهاء الدين، ومن ألقابه: الجناح الأيسر، ولسان المؤمنين، وسند الموحدين والعبد المقتني. وغير ذلك من الألقاب التي أطلقها عليه حمزة، ويعتبر بهاء الدين من أخطر دعاة الدروز بعد حمزة، إذ قام بأعظم قسط في نشر المذهب الدرزي بعد اختفاء حمزة، حيث إن الكثير من رسائل الدروز هي من تأليف بهاء الدين.

منشور الغيبة:

ويبدو أن بهاء الدين، كان على اتصال مع حمزة أثناء غيابه بعد مقتل الحاكم، وكان على معرفـة بمقره السري حيث كان يتلقى منه الأوامر والتوجيهـات، وانتهت دعوة بهـاء الديـن سنة 434هـ عندما أعلن غيبته في رسالتـه "منشور الغيبة" والذي يبـدو أنهـا كانت رسالـة الوداع حيث أعلن فيهـا إقفـال بـاب الاجتهـاد فـي المذهب وذلك ليحافظ علـى آراء حمزة وآراء الحدود الآخرين.

ألوان الحدود عند الدروز:

ولكل حد من الحدود الخمسة عند الدروز لون مخصص له، فاللون الأخضر مخصص لحمزة، والأحمر مخصص للتميمي، والأصفر مخصص للقرشي، والأزرق لسلامة بن عبد الوهاب السامري أما الأبيض فهو لبهاء الدين، ولهذا عندما أعلن الاستعمار الفرنسي قيام (إمارة جبل الدروز المستقلة) ارتفع علم ذو ألوان خمسـة مكون مـن الأخضـر والأحمر والأصفر والأزرق والأبيض على المراكز الرسمية في الجبل، ولا يزال هذا العلم يرتفع على بيت الطائفة الدرزية في بيروت.

واحتـرام الحـدود عنـد الدروز معتقـد لأنهم – حسـب زعمهم – وسائـط الله وأبوابـه وسفـراؤه، ومنهـم الوصول إليـه، ولا مطمـع لأحـد مـن الخلق فـي الوصـول إلـى الخالـق أبـداً إلا بهـم ومنهـم وعلـى يدهـم وبتعليمهـم وإرشادهـم.


0 تعليقات:

إرسال تعليق