لماذا ساندت الدولة الحفصية مسلمي الأندلس؟.. استنجاد زيان من مردنيش أمير بلنسية بعد التعرض لحصار شديد من ملك أرجونة خايم الأول



مساندة الدولة الحفصية لمسلمي الأندلس:

تطلَّع المسلمون في الأندلس إلى السلطان الحفصي؛ لحمايتهم من ضربات النصارى الأسبان، فاستنجد به (زيان من مردنيش) أمير بلنسية، بعد أن تعرضت لحصار شديد من ملك أرجونة "خايم الأول".

رسالة استعطاف للسلطان الحفصي:

وبعث إليه سنة (635هـ = 1238م) بسفارة على رأسها وزيره ابن الأبار الأديب الأندلس، فألقى بين يديه قصيدة مبكية، يستصرخه، فيها لنصرة الأندلس وحماية الدين، وهذا مطلعها:
إن السبيل إلى منجاتها درسا
أدرك بخيلك خيل الله أندلسا
فلم يزل منك عز النصر ملتمسا
لها من عزيز النصر ما التمست
فطال ما ذاقت البلوى صباح مسا
عاش ما تعانيه حشاشتها
للنائبات وأمسى جدها تعسى
يا للجزيرة أضحى أهلها جرزا

نجدة الحفصيين لمسلمي الأندلس:

وقد تأثر أبو زكريا بهذه القصيدة، وثارت في نفسه أخلاق المروءة والنجدة فبادر بتجهيز أسطول شحنه بالسلاح، والأقوات، والملابس؛ لإنجاد الثغر الأندلسي، وأقلعت على جناح السرعة من ثغر تونس متجهة إلى بلنسية.

ولو قدر لهذه النجدة أن تصل إلى المحصورين، وأن تمدهم بالسلاح والأقوات، لكان من الممكن أن تثبت أقدام الشعب المحاصر وتطول مقاومته.

مساعدة لم تصل إلى وجهتها:

لكن هذه النجدة ما كادت تقترب من مياه الثغر المحاصر حتى طاردتها السفن الأرجونية، ومنعتها من دخول الميناء؛ فاضطرت هذه السفن أن تفرغ شحنتها في "دانية" وتعود أدراجها إلى تونس.

ثم ما لبثت المدينة المحاصرة أن استسلمت في (17 من صفر 636هـ  = 29 من سبتمبر 1238م).