شرح وتحليل النص القرائي الورق الإلكتروني لأحمد محمد صالح - في رحاب اللغة العربية - السنة الثانية إعدادي



النص:

الورق الإلكتروني. ص- 92

في أواسط الثمانينيات، ومع انتشار تطبيقات المعلومات، قال أحد الخبراء : «إن عصر الكتاب انتهى تقریبا». ومع أن هذا التنبؤ لم يتحقق، فقد ظل متداولا بصور مختلفة في أوساط المهتمين بقضايا النشر والطباعة، لقد شكل الكلام المدون على أوراق البردي وفوق جدران المعابد، وعلى صفحات الكتب، أهم قنوات التواصل المعرفي التي عرفتها الإنسانية، وكان الورق والكتاب أهم وعاء للمعرفة التي جمعها البشر و سجلوها على مدار تاريخهم الطويل، غير أنه مع ظهور الحاسوب وشبكة الإنترنيت، بدأ الكتاب يبحث لنفسه عن مكان مناسب على مواقع هذه الشبكة. ولتحقيق ذلك كان لابد أن يغير بعضا من مواصفاته التقليدية، فيتخلى عن حبر المطابع وأوراقها، ويستبدل بها إشارات إلكترونية تحفظ على أقراص ممغنطة، وتعرض على شاشات منيرة. لقد نقلت صناعة المعلومات الكتب من الشكل الورقي التقليدي المعروف، إلى صفحات ضوئية نقرؤها على شاشة الحواسيب.

وعلى الرغم من أن هجرة الكتب إلى الإنترنيت ما تزال في مهدها، فقد كان الكم الذي انتقل حتى الآن بالغ الأهمية وأبلغ دليل على ذلك، أن موقعا واحدا يديره شخص واحد، على شبكة الإنترنت، يضم أكثر من خمسة آلاف كتاب.

وإذا كان الورق التقليدي قد صمد، عبر القرون والأزمنة، أمام كل التحديات التي واجهها وبقي، رغم التطور الهائل الذي عرفته وسائل الاتصال، الوسيلة الأثيرة عند الكثيرين في نقل المعلومات والمعرفة بشتى أشكالها، ومن جميع مشاربها ومصادرها؛ فإنه اليوم على موعد مع منافس خطير ومتطور. هذا المنافس هو الورق الإلكتروني الذي ظل، نحو عقدين من الزمن، الهدف الصعب الذي يتطلع العلماء إلى تحقيقه، والذي تمكنوا أخيرا، من خلال الكشوف الجديدة الباهرة في مجال الإعلاميات، من جعله حلما علميا يتحقق في الواقع.

ومع ذلك فإن هجرة الكتب إلى الإنترنيت لا يمكن اعتبارها تحولا نهائيا من الورق إلى الإشارات الإلكترونية، كما توقع البعض. فالكتاب المطبوع لم يفقد كثيرا من أهميته أو سعة انتشاره. كل ما في الأمر، أنه اتخذ شكلا وثوبا جديدين، فبدلا من حصر القراءة في صفحات الكتب الورقية، أصبح بإمكاننا القراءة مباشرة عبر شاشة الحاسوب. ولذلك تجد المهتمين بعالم النشر والطباعة غير متفقين على موضوع الورق والحبر الإلكتروني، إذ ينصح خبراء شركات النشر الكبرى والقريبة من التطورات التكنولوجية في هذا الميدان، بالتروي وعدم إطلاق الأحكام النهائية.

إن النجاح في اعتماد الورق الإلكتروني لطبع ونشر الكتب يبقى رهينا بتكلفة صنعه وإنتاجه، من جهة، وبمدى انتشار واستخدام تكنولوجيا الإعلاميات على نطاق واسع من جهة أخرى.

صاحب النص:

أحمد محمد صالح.

العنوان:

- تركيبيا: الورق اإللكتروني مركب وصفي، وهو مبتدأ خبره محذوف.
- دلاليا: يصف العنوان الورق بكونه إلكترونيا، مما يحيل على ارتباط الورق بالمجال التكنولوجي.

الصورة:

صورة فوتوغرافية لحاسوب يظهر على شاشته تصميم لمقدمة سيارة، مما يدل على امكانية الرسم دون الحاجة للورق العادي.

اللغة:

البردي: نبات كان يكتب على أوراق قديما.
الأثيرة: المفضلة.
عقد: عشر سنين.
التروي: من تروى إذا فكر وتدبر في الشيء.
الكلفة: مجموع ما ينفق مثلا على شراء السلعة ونقلها وتوزيعها.

الفكرة العامة:

مزاحمة الورق الالكتروني بالحاسوب وشبكة الإنترنيت للكتاب التي اعتمدت منذ آلاف السنين على الطباعة لكسبهم.

الأفكار والقضايا:

1- التنبؤ بانتهاء عصر الكتاب مع ظهور وانتشار تطبيقات المعلوميات.
2- منافسة الورق الالمتروني للورق التقليدي وهجرة الكتب إلى الأنترنيت.
3- هجرة الكتب إلى الإشارات الالكترونية لا يمكن  اعتبارها تحولا نهائيا للكتاب.
4- قراءة صفحات الكتب مباشرة على صفحات الحاسوب.
5- عدم اتفاق خبراء النشر والطباعة مع موضوع الحبر الالكتروني.

الحقول الدلالية:

- الورق التقليدي: أوراق البردي، صفحات الكتب، الحبر...
- الورق اإللكتروني: شاشات منيرة، صفحات ضوئية...
إن الورق اإللكتروني ليس منافسا للورق التقليدي، وإنما مجرد شكل من أشكال تكيف الكتاب مع الثورة المعلوماتية.

استثمار النص:

يتحدث الكاتب عن هجرة الكتب وانقضاء عصر الورق إلى عصر الكتاب إلى الورق الالكتروني وإمكان قراءة الكتب مباشرة على صفحات أو شاشة الحاسوب.

لو خيرنا بين قراءة الكتاب العادي في شكله التقليدي المعروف وقراءته على شاشة الحاسوب فالكثير منا قد يفضل القراءة على شاشة الحاسوب لأننا نتعلم إضافة إلى القراءة تقنيات تتعلق بالمعلوميات.

تحليل مكونات النص اعتمادا على الأفكار المطروحة، واستغلال المعلومات المتاحة للتلميذ.