وظائف الحوار الداخلي في رواية اللص والكلاب.. أطرف الصراع في العمل القصصي وأسبابه ومظاهره



وظائف الحوار الداخلي في رواية اللص والكلاب:

"أنت لا تنخدع بالمظاهر فالكلام الطيب مكر والابتسامة شفة تتقلّص والجود حركة دفاع من أنامل اليد ولولا الحياء ما أذن لك بتجاوز العتبة. تخلقني ثم ترتد، تغير بكل بساطة فكرك بعد أن تجسد في شخصي، كي أجد نفسي ضائعا بلا أصل وبلا قيمة وبلا أمل، خيانة لو اندك المقطّم دكّا ما شفيت نفسي، ترى أتقر بخيانتك ولو بينك وبين نفسك أم خدعتها كما تحاول خداع الآخرة؟ ألا يستيقظ ضميرك ولو في الظلام؟"

الحوار الداخلي والصراع في رواية اللص والكلاب:

يعتبر الاقتباس أعلاه حوارا داخليا (مونولوج) يخاطب فيه سعيد مهران نفسه أولا ثم شخصية أخرى:
  • من هي هذه الشخصية، وما هي علاقته بها، وضح مبينا كيف أثرت هذه العلاقة على مصير سعيد مهران في نهاية الرواية؟
  • ما هي وظائف الحوار الداخلي في هذه الرواية؟ وضح معتمدا على الاقتباس أعلاه وعلى أحداث الرواية.
  • يعتمد العمل القصصي عادة على شكل من أشكال الصراع، بين أطرف هذا الصراع في رواية اللص والكلاب، ثم اشرح أسبابه ومظاهره وكيف انتهى.

1- من هي هذه الشخصية، وما هي علاقته بها، وضح مبينا كيف أثرت هذه العلاقة على مصير سعيد مهران في نهاية الرواية؟


الشخصية هي رؤوف علوان وكانت له علاقة قوية مع سعيد مهران قبل أن يدخل سعيد السجن، ترجع هذه العلاقة أيام كان رؤوف علوان طالبا جامعيا يتعلم الحقوق وربطت رؤوف علاقة قوية مع مهران والد سعيد أيام كان بوابا لبيت الطلبة الذي كان ينام فيه رؤوف.
ورؤوف طالب ريفي كان حاقدا على الأغنياء وهو الذي اقنع مهران بإدخال سعيد المدرسة وكان يعطي سعيدا كتبا يقرأها. وعندما مات مهران هو الذي تدخل عند إدارة الجامعة لكي يعمل بوابا مكان أبيه واصبح سعيد بوابا وكان يقف مع سعيد في كل المحن والشدائد وخصوصا عندما أصاب أم سعيد نزيف.

كذلك عندما سرق سعيد طالبا ريفيا وكاد الطالب أن يشتكي سعيدا لولا تدخل رؤوف علوان وهو الذي شجع سعيدا على سرقة الأغنياء.
وكان يقول له اسرق على شرط أن لا تقع بيد البوليس، فرؤوف بالنسبة لسعيد هو المعلم وسعيد تلميذ  لرؤوف. فكان لرؤوف تأثير كبير على سعيد.
وبعد أن خرج سعيد من السجن وبعد أن ذهب إلى بيت عليش وأنكرته ابنته سناء، ذهب إلى رؤوف في المكتب حيث أصبح رؤوف من الأغنياء وهو محرر لقسم من جريدة الزهرة.

فأخذ سعيد عنوان بيت رؤوف من السكرتيرة في المجلة وذهب إلى البيت وهو عبارة عن فيلا سرقها سعيد من قبل، وقابل سعيد رؤوف، وطلب رؤوف من سعيد البحث عن عمل شريف، وعندما طلب سعيد من رؤوف أن يشغله عنده في المجلة.
رفض رؤوف وخرج سعيد من المقابلة وهو غير راض عن رؤوف الذي تخلى عن مبادئه وحاول سعيد سرقة رؤوف في نفس الليلة إلا أن رؤوف كان له بالمرصاد، وهدده بتسليمه للبوليس.

وعفا عنه، ثم حاول سعيد قتل رؤوف علوان إلا انه فشل في قتله وقتل رجلا بريئا يعمل عند رؤوف.
وأصبح رؤوف يكتب في المجلة عن سعيد مهران وجرائمه حتى حرض الرأي العام والبوليس ضده ثم اشتبك سعيد مع البوليس بعد أن فقد المأوى الذي كان يؤويه، وهو بيت نور، ثم استسلم للبوليس وعاد إلى السجن وهو يواجه جريمتي قتل وعقوبتهما الإعدام.

2- ما هي وظائف الحوار الداخلي في هذه الرواية؟ وضح معتمدا على الاقتباس أعلاه وعلى أحداث الرواية؟


الحوار الداخلي بأنواعه المختلفة وسيلة فنية تجعل القارئ المتلقي يطل على باطن الشخصية ومكوناتها وأسرارها، ويتعرف على طريقة تفكيرها، وأحيانا يؤدي الحوار الداخلي دورا مشابها لدور التصوير، فالمتلقي (القارئ) هنا يقوم باستخلاص الشعور الذي صرح به الراوي دون أن يكون بينه وبين هذا الاستخلاص وسيط، والمتلقي في لقاء مباشر مع النص مما يجعله في تفاعل وألفة بينه وبين النص.
والحوار الداخلي هو حديث الإنسان مع نفسه ولا يتحدث مع نفسه إلا عندما يكون وحيدا  أو عندما يريد أن يكون وحيدا.

‌3- يعتمد العمل القصصي عادة على شكل من أشكال الصراع، بين اطرف هذا الصراع في رواية اللص والكلاب، ثم اشرح أسبابه ومظاهره وكيف انتهى؟.


الصراع نوعان: صراع داخلي داخل نفسية سعيد مهران وكان قويا يريد الانتقام من خصومه الخونة مثل عليش ونبوية ثم رؤوف علوان.
وصراع خارجي وكان قويا أيضا حاول فيه الانتقام من خصومه أولا الأغنياء الذين رفضوا علاج أمه لأنه لا يملك أجرة العلاج، فأخذ يسرقهم بتشجيع من رؤوف علوان الذي كان يكره الأغنياء عندما كان طالبا في الجامعة.

ثم عندما خرج من السجن أراد الانتقام من عليش الخائن ومن مطلقته نبوية وحاول قتل عليش إلا انه قتل رجلا بريئا لان عليش ونبوية وابنته سناء تركوا البيت بعد أن زارهم سعيد خوفا من الانتقام منهما.
وحاول الانتقام من رؤوف علوان الذي تخلى عن مبادئه بعد أن اصبح غنيا فحاول سرقته ثم حاول قتله إلا انه فشل  وقتل رجلا بريئا.

ورؤوف هو السبب في عودة سعيد مهران إلى السجن من خلال المقالات التي كتبها في مجلة الزهرة يفضح فيها رؤوف جرائم سعيد مهران لان رؤوف مطلع عليها منذ كان طالبا.
فالصراع كان قويا بين سعيد وخصومه، وكان يعتبر نجيب محفوظ سعيد مهران ثائرا إلا انه لم ينظم ثورته فكانت عاطفة هوجاء جعلته يرتكب حماقة وراء حماقة ويقتل رجلين بريئين، فاللص هو سعيد مهران، والكلاب هم المجتمع والأغنياء وخصوم سعيد مثل عليش ونبوية ورؤوف علوان.