معرفة الشعراء الجاهليين بالقراءة والكتابة.. نهشل بن حري النهشلي. الأسود بن يعفر النهشلي. عبيد بن عبد العزى السلامي. بشر بن عليق الطائي. عبد الله بن سليم بن الحارث الأزدي. الأخنس بن شهاب التغلبي. الزبرقان بن بدر. المرقش

الشعراء الجاهليون أرقى طبقات المجتمع عقلا، وأوسعهم ثقافة، ويدل استقراء الشعر الجاهلي على أن عددا كبيرا منهم، قد عرفها ومارسها، فمن ذلك:
قول نهشل بن حرّي النهشلي:
كأن منازلا بالفأو منها -- مدادُ معلم يتلوه واحي

ونحن أمام عملية تعليمية متكاملة، فقد ذكر الشاعر الصحيفة، والمعلم الذي يتلو ما كتب فيها، وفي البيت إشارة ضمنية إلى طلاب يستمعون إلى ما يقرأه ذلك المعلم.

وقولُ الأسود بن يعفر النهشلي:
سطور يهوديين في مُهرقيهما -- مجيدين من تيماء أو أهل مدين
فمعرفة الأسود بالكتابة دفعته إلى التمييز بين الكتابة الجيدة، والكتابة الرديئة.

وقولُ عبيد بن عبد العزّى السلامي:
رسوما كآيات الكتاب مبينةً -- بها للحزين الصبّ مبكى وموقف

وقولُه أيضا:
فلم يتركا إلا رسوما كأنها -- أساطير وحي في قراطيس مقتري

وقولُ بشر بن عُلَيْق الطائي:
أذاعتْ به الأرواح حتى كأنما -- حسبتَ بقاياه كتابا مُنَمْنَما

وقولُ عبد الله بن سليم بن الحارث الأزدي:
لمن الديار تلوح بالغمرْ -- دُرستْ لمـرّ الريـح والقطرِ
فبشطّ بسيانِ الرّياغِ كما -- كَتَبَ الغلامُ الوَحْيَ في الصّخرِ

وقولُ الأخنس بن شهاب التغلبي:
لابنة حِطّان بن عوف منازل -- كما رقش العنوان في الرق كاتب

وقول الزبرقان بن بدر:
هم يهلكون ويبقى بعدما صنعوا -- كأن آثارهم خطّت بأقلام

وقول المرقِّش:
الدار قفر والرسوم كما -- رقش في ظهر الأديم القلم

وواضح مما تقدم أن ذكر الكتابة وأدواتها ورد في مقدمة القصائد الطللية، وفي معرض التشبيه، إلا أننا نذهب إلى ما ذهب إليه أحمد الحوفي "أن هذه التشبيهات لا تدل على معرفة الشاعر الجاهلي بالكتابة فحسب، بل تدل على خبرته بها، وممارسته لها".
أحدث أقدم

نموذج الاتصال