شرح وتحليل: أغَرّكِ مني أنّ حبّكِ قاتِلي + وَأنّكِ مهما تأمري القلبَ يَفْعَلِ



أغَرّكِ مني أنّ حبّكِ قاتِلي + وَأنّكِ مهما تأمري القلبَ يَفْعَلِ

يقول: قد غرك مني كون حبك قاتلي وكون قلبي منقادًا لك بحيث مهما أمرته بشيء فعله.
وألف الاستفهام دخلت على هذا القول للتقرير لا للاستفهام والاستخبار، ومنه قول جرير: [الوافر]:
ألستم خيرَ من ركب المطايا + وأندى العالمين بطونَ راحِ

شرح البيت:

يريد أنهم خير هؤلاء، وقيل: بل معناه قد غرك مني أنك علمت أن حبك مُذلّلي، والقتل التذليل، وأنك تملكين فؤادك فمهما أمرت قلبك بشيء أسرع مرادك فتحسبين أني أملك عنان قلبي كما ملكت عنان قلبك حتى يسهل علي فراقك كما سهل عليك فراقي، ومن الناس من حمله على مقتضى الظاهر وقال: معنى البيت: أتوهمت وحسبت أن حبك يقتلني أو أنك مهما أمرت قلبي بشيء فعله؟ قال: يريد أن الأمر ليس على ما خيل إليك فإني مالك زمام قلبي، والوجه الأمثل هو الوجه الأول وهذا القول أرذل الأقوال، لأن مثل هذا الكلام لا يستحسن في النسيب بالحبيب.

تحليل البيت:

هذا البيت من معلقة امرئ القيس، وهو يعبر عن حب الشاعر لفتاة ويصف مدى قوة هذا الحب.
يبدأ الشاعر البيت بقوله: "أغَرّكِ مني أنّ حبّكِ قاتِلي"، أي: هل تغرين بي لأنني أحبّكِ بجنون حتى يكاد يقتلني؟ وكلمة "أغرّكِ" هنا فعل مضارع منصوب على المفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره "أنتِ".
ويقول الشاعر: "وَأنّكِ مهما تأمري القلبَ يَفْعَلِ"، أي: وأنتِ مهما أمرتِ قلبي بفعل شيء فسوف يفعل ذلك، حتى لو كان هذا الشيء هو الموت. وكلمة "يَفْعَلِ" هنا فعل مضارع مرفوع على الفاعل، والفاعل ضمير مستتر تقديره "هو".
وهذا البيت يعبر عن حالة من الهيام والعشق لدى الشاعر. فهو يشعر أن حبه لتلك الفتاة قد أعماه عن كل شيء حتى عن الموت.

ويمكن تحليل البيت من خلال النقاط التالية:
  • استخدام أداة الاستفهام "أغَرّكِ" يعبر عن استغراب الشاعر من قوة حبّه.
  • استخدام فعلي "أغرّكِ" و"يَفْعَلِ" يؤكدان قوة حبّ الشاعر.
  • استخدام أسلوب الشرط يؤكد أنّ قلب الشاعر مطيع لحبيبته.
هذا البيت من أشهر أبيات الشعر العربي، وقد قيل فيه الكثير من التفسيرات والتأويلات.