أهمية توظيف التمثلات في العملية التعليمية/ التعلمية وفي اكتساب المعرفة.. تحليل تمثلات المتعلمين تبرز الهوة الفاصلة بين المعرفة العلمية و تفكير المتعلم

التمثلات لها علاقة بالمستوى المعرفي للفرد، وهي نمادج تفسيرية للواقع في زمان ما ومكان ما، وهي أيضا أنساق معرفية اكتسبها الفرد من خلال تكيفه مع المحيط، كما أنها قد تكون سلبية فتحتاج إلى تصحيح أو إيجابية فتحتاج إلى الدعم والتطوير.

انطلاقا من هذا، تبرز أهمية التعليم والتعلم باعتبارهما آليات وأدوات قد تكون ناجعة أكثر في تطوير وتصحيح ودعم تمثلات المتعلمين، المعرفية و الإجتماعية و الثقافية...إلخ.

 "إن أخطاءنا هي جزء من تاريخنا الشخصي بكل ما يحمله هذا التاريخ من معرفة وتجربة وتخيلات. يقول ميشل سانر.

إن التعليم هو التصحيح الدائم والمستمر للخطأ كظاهرة بيداغوجية، ومنطلقا نحو التدرج التطوري في طريق نباء المعرفة العلمية، يقول باشلار: ليس هناك منهجا موضوعيا دون الوعي بالخطأ، كما يلمح على عدم وجود معرفة دون أخطاء مصححة.

لقد أبرز تحليل تمثلات المتعلمين انطواءها على أخطاء يجسد على حد تعبير بعض الباحثين "الهوة الفاصلة بين المعرفة العلمية و تفكير المتعلم.

وبهذا الصدد يقول كل من:
- بياجي: يمكننا الكشف عن طبيعة التفكير لدى المتعلم عن طريق استخدام أخطاء الأطفال.
- باشلار: إننا نعلم على أنقاض المعرفة السابقة، أي بهدف المعارف التي لم نحسن بناءها.... بذلك وجب على المربين أن يعلموا للتلاميذ اعتمادهم على هدم أخطائهم.

ويضيف: غالبا ما اندهشت من سلوك المدرسين الذين يتصورون أن الفكر البشري يبدأ تعلمه كما يبدأ درسا.. وقد فاتهم أن تلميذا يأتي وهو محمل بمعارف مكتملة المعالم (في نظره).

مما سبق ذكر، يتضح دور المدرس في الأخد بعين الإعتبار لتمثلات المتعلمين في كل مادة من المواد المدرسية لأن التمثلات القبلية للمتعلم تشكل قاعدة مناسبة لإكتساب معارف جديدة على اعتبار أن المتعلم لا يصدر من فراغ  أثناء بناء المعارف، بل إنه ينطلق من تمثلا ت معينة إلى تمثلا ت أخرى ذات قوة تفسيرية أكثر.

لأن التلا ميذ، ومن خلال ما يحملونه من التصورات والأفكار، يحاولون فهم خطاب المدرس وتأويل الوضعيات المقترحة، إذا لم تؤخذ هذه التصورات بعين الإعتبار، فإنها تبقى على حالتها، كما أن المعرفة المقترحة من طرف المدرس تنزلق عموما نحو واجهة التلاميذ دون تشريبهم إياها، وما يبرز هذا القول هو إن التعلم ليس مجرد عملية تلقين ونقل لمعارف جاهزة، ولكن أيضا سيرورة تحويل للتمثلات الأولية للتلاميذ ولكيفية اشتغالهم الذهني عموما.

إن التمثلات معطيات تستدعي أخذها بعين الإعتبار دائما، و تستوجب الملاءمة لتمثلات الآخرين قبل وخلال أي سيرورة تعليمية- تعلمية.

وعلى المدرس أن يكون فاعلا في خلق وبلورة هذه الملاءمة عبر وضعيات حقيقية و متنوعية، يكون القصد منها اختبار جميع التمثلات المرتبطة على الخصوص بهذه الوضعية المحددة.

وبذلك تسهم عملية التحول"تغير المفهوم و لتحقيق مردودية أكبر، لا بد من الوقوف لحظة قصد الربط بين المعارف القبلية للمتعلم (علمية كانت أم عامية) والمعارف المراد تزويده بها.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال