العيون القاتلة.. تلك التي في طرفها حور. عيون المها

عيون المها.. سهام قاتلة.. كلها أوصاف لجمال عيون لا يحتمل الرائي التحديق فيها ، ليس إعراضا عنها وإنما إجلالا لها وخوفا من رعشة وارتجاف يطيحان بالقامة فينفضح سر الحب الكامن في القلب.. سواد في بياض في رموش وأهداب يخفق النسيم بحركاتها.. كم تذكر بأيام كان القلب فيها غضا دائم النبض والعين تأبى أن تفارق السها.. أيام مليئة بالحب لعيون جارحة قاتلة.. حقا إن الجمال قاتل.. لكنه محبوب رغم كل شيء..

وتأبى العيون حراكا حياء أم دلالا.. ورود حمراء تنتظر قاطفها فطوبى لمن جعلها الله قريبة من كل عاشق ولهان قوبل بالصدود ممن تفانى في هواه..

حقا لا مثيل لجمال العيون العربية الشديدة السواد المحاطة ببياض أشد فأصبحت حوراء قاتلة وفوقهما هلالان ليلة مولدهما يسفلان شعرا يعلوه الذهب بصفائه عل الجبين وتحت العيون جنائن من التفاح يستجديها الحرير مرونة.. والجيد الطويل الذي يفتح الشهية لقبلات مسكرة ويباري القراط الطويلة طولا ومن بعيد تبدو شفتنا تشتعلان شهوة وحلاوة وبينهما صفان من اللؤلؤ.. صورة تنسي ألم الجراح وتعلن أن الدنيا جميلة وفيها ما يستحق أن نتألم من أجله لنسعد بين أحضانه.

رحم الله أبا نواس الذي اشتكى ذات يوم من حبه للجمال الفاتن ذلك الجمال الذي خلقه الله تعالى وأحبه (الله جميل يحب الجمال) أبو نواس ذلك الذي لم ير من محبوبته إلا العينين.. فماذا كان سيقول لو رأى ما رأيناه جنان من الحور تمشي بيننا وفتنة تنادينا وشفاه تتعطش إلى قبلاتنا.. أعتقد أنه كان سيموت من هول ما يراه لأنحبه للجمال ما كان ليمهله حتى يختار.. تحية لكل من يعشق الجمال..