مشاريع أحلام فقط بعيدة التحقق.. احلام في الماضي وقليل من المستقبل موسوم بالخجل والارتباك

كان يتحدث بصوت خفيض بل اقول باهت، وهو ينتقل من موضوع الى آخر ليعود الى نفس الموضوع الاول ومنه الى موضوع أبعد وهكذا.

لم افهم من كلماته شيئاً او هكذا بدا لي لكنني شعرت بأن في كلامه الكثير من الانفعال والذي يصل الى سامعه بصرف النظر عن المنطق او الحكمة او الترابط او المحصلة النهائية.

كان يتحدث عن احلامه وآماله وتصوراته وكان يتحدث عن اشياء في الماضي وعن حوادث مضى عليها زمن ما، وكان ايضا يتطرق الى القليل من المستقبل وببعض الخجل وبشيء من الارتباك.

كان صاحبى مخرجا، شاءت الظروف أن يتواجد في المجال الفني وأن يعمل في مهنة الاخراج إذا جاز لنا أن نسميها مهنة اخرج في سنواته العشرين الماضية بعض التمثيليات وربما مسلسل واحد وسهرة واحدة وعدد من المسلسلات الاذاعية ولم يزد على ذلك الكثير.

لم تسمح له الظروف ان يعمل في الخيالة، رغم أنه درس الخيالة في الخارج ولم يستطع ان يخرج شريطاً واحدا ولولا تلك الشهادة العليا التي تحصل عليها ماكان له ان يعيش ، فهو اولاً واخيراً مدرس برتبة استاذ جامعي.

اعترف بأن مثله الكثير ، لكن كان اكثرهم وجعا وحلما، مازال يحمل رغبة في العمل وتحقيق بعض الانجازات الفنية، رغم انه ابتعد عن الكاميرا لاكثر من خمس سنوات.

كما قلنا ربما كان مثله اكثر من شخص تتشابه الاحوال والنتيجة واحدة، سيل من الأحلام تؤول الى الجمود سكون بلا حركة أوجاع ولا مخاض هذا هو حال الشأن الدرامي، الاحلام كثيرة والنتائج قليلة.

ذكرني صاحبي بان السنة قد اوشكت على المناصفة ولا شريطاً واحداً مرئياً تم تصويره ولاسهرة او مسلسلاً وهذا الشأن يتكرر دائما مع كل عام تقريباً خيالة او دراما او خليط من هذا وذاك.

يعمل صاحبي أحيانا في بعض الاغاني فيصورها في اطار ابعد مايكون عن (الفيديو كليب) فهو اطار متخلف وجامد ويعمل صاحبي احيانا في برامج رمضان الدرامية وماهى درامية فعليا لانها لا تعدو أن تكون ضربة حظ تقود الى كسب المزيد من المال بدون قيمة فنية تذكر.

يتابع صاحبي الدراما الخارجية ويتحسر كثيراً ويدخل في نقاش حول الدراما في مصر وفي سورية وفي تركيا وفي كوريا وفي الصين وفي امريكا بالطبع تم يتحسر لانه يبقى مجرد متابع من بعيد ولايقترب بل يبتعد ومع توالى الايام يبتعد حتى يكاد يختفى عن الانظار بحيث لانكاد نسمع له صوتاً ولانرى له خيالاً.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال