لا أحد يختار أباه أو ابنه.. استشارة الآباء والأمهات في مسألة الزواج بينهم وبينهن

هل أن الزواج يجب أن يكون برأي الآباء والأمهات واختيارهم.
أو أن تفوض هذه المسألة المهمة للشباب أنفسهم وليس لأي أحد شأن في ذلك.
لكل من هاتين النظريتين أصحاب ومؤيدون, وقبل أن نجد الرأي والطريق الصحيح يجب أولاً أن نتعرف على أدلة أصحابهما.
جماعة من الشباب يقولون:
"!هل أن الآباء والأمهات يريدون أن يختاروا زوجة لأنفسهم حتى يكون  رضاهم شرطاً أساسياً؟
الشخص بنفسه يجب أن يختار شريكة حياته.
إن الفتاة التي تكون في نظر آبائنا وإمهاتنا ملكاً من الملائكة, إذا كنا نحن لانرغب فيها فهي في نظرنا شيطانة.
وفي رأيهم أيضا أن أكثر الزيجات التي تنتهي بالطلاق هي التي تقع في سن مبكرة, وتتم على أساس  رضا الأب والأم.
إذا فرضنا أن الشباب كانوا في وقت ما صماً عمياً غير قادرين على تشخيص مصالحهم, ففي عصرنا الحاضر ليسوا كذلك فهم لدى بلوغهم يعرفون كل شيء.
إن تفكير الآباء والأمهات  أساساً  من الإيجابي  لا يتدخل في هذه المسألة الحياتية وأن يتركو الكرة في ملعب أبنائهم".
أما الآباء والأمهات فيقولون:
الإنسان في بداية شبابه خال من التجربة حتى لو كان عالماً أو, وبعبارة أخرى, إن الشاب بعدم تجربته للأمور يكون سليم القلب, وعلى هذا الأساس, فإنه يأخذ الأمور بظاهرها, ولهذا فإنه ينخدع بسرعة بالمظاهر الخارجية الجذابة بدون أن يعلم أن هناك أمور تختفي وراء هذه المظاهر الخارجية الخلابة.
نجد كثيراً من الأفراد لأجل أن يوقعوا الشباب في مصيدة العشق يحفظون عبارات جميلة جذابة وجملاً ساحرة عذبة, وبالإستفادة من قوتهم وفنونهم وباستعمال هذه العبارات يسرقون قلب الشاب أو الشابة ويوقعونه في شباك حبهم, وبعد أن يتزوج الطرفان ويتم كل شيء يتبين خلاف ذلك.
خلاصة قول الآباء:
مهما كان الشباب أذكياء ومجربين فإنهم بحاجة الى مرشد ودليل في هذا الطريق الذي يقطعونه لأول مرة!!
ولو فرضنا أن الآباء من العوام أو من البدو وأميين لايعرفون القراءة ولا الكتابة وليس لديهم اطلاع وثقافة أليس أنهم ذاقوا طعم الحياة وجربوها؟ ذاقوا مرها وحلوها, فهم يعرفون الحياة الزوجية ومزاياها ويستطيعون أن يميزوا بين ما هو واقعي وبين الأوهام والخيالات. إن إنتخاب الإبن لشريك حياته بدون رضا أبويه وإن نسيانه لفضلهما عليه لايتفق مع أي قيم إنسانية ،  أعتقد بعد صحة وواقعية كل من النظريتين, فلا الآباء والأمهات لهم الحق في أن يحملوا أبناءهم عقيدتهم الخاصة في اختيار الزوجة, ولا من صالح الشباب اختيار الزوجة بأنفسهم فقط.
بل الصحيح هو أن يتشاور الأبناء والآباء - حول هذه المسألة الحياتية ويتبادلوا اوجهات لنظر فيها حتى يوصلوها الى الهدف المطلوب ومن ابتغى غير ذلك فما عليه إلا أن يختار إحدى الأصبعين الدعاء له أو الدعاء عليه.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال