علم النفس وعلوم التربية الحديثة .. مد الجسور بين ما هو سيكولوجي وما هو بيداغوجي



يعرف الحقل التربوي منذ العصر الحديث، تحولات عميقة سواء على مستوى المصطلحات و المفاهيم المستعملة، أو على مستوى المحتويات والممارسة البيداغوجية.

فبعد ظهور ما يسمى حاليا بـ" علوم التربية"، أصبحت الحاجة إلى معطيات علم النفس مطلبا ملحا إلى حد ميلاد تخصص وسيط بين السيكلوجيا والبيداغوجيا ألا وهو: السيكوبيداغوجيا La psychopédagogie.

إن "باين" (A. Bain)، مثلا، يرى أن السيكلوجيا تتضمن معطيات يقينية حول الفرد و الجماعة، يجب على المربي أن يستفيد منها في بناء ديداكتيك علمي.

كما أن المهمة الأساسية لعلم التربية تكمن في ضمان خط التواصل ومد الجسور بين ما هو سيكولوجي وما هو بيداغوجي، وذلك لأن أقرب العلوم وأكثرها إفادة للبيداغوجيا هو السيكولوجيا وبالذات سيكولوجيا الطفل والمراهق.

الاتجاه نفسه نجده عند ارنست مويمان (Ernest, Maumann) الذي درس وضعية القراءة فلاحظ أن نجاحها ديداكتيكيا وبيداغوجيا يقتضي الرجوع إلى علم النفس لاكتشاف سر الظاهرة المدروسة، واتخاذ القرارات الحاسمة انطلاقا من الأضواء الكاشفة لهذا العلم.

لكن إذا كانت الاعتبارات السيكولوجية تدخل تضمينا وتصريحا في تفسيرات الفعل التربوي، المدرسي وغير المدرسي، وإذا كانت ضرورية لتشخيص الحقائق النفسية للحالة واختيار المبادئ، فإن أسئلة كثيرة ما زالت تطرح حول مـدى:

1- استثمار معطيات علم النفس، بمختلف فروعه، في بناء ديداكتيك علمي.

2- فعالية التقنيات التي يقدمها علم النفس وأهميتها في بلورة العملية التعليمية.

3- تطبيق النظريات السيكولوجية على عملية التعلم وإمكانية تعميمها.