إِذْ يَتّقُونَ بِيَ الأَسِنّةَ لم أَخِمْ + عَنْها وَلَكِنّي تَضَايَقَ مُقْدَمِي
- الاتقاء: الحجر بين الشيئين، تقول: أتقيت العدو بترسي، أي جعلت الترس حاجزًا بيني وبين العدو.
- الْخَيْمُ: الْجُبن.
- الْمَقدم: موضع الإقدام، وقد يكون الإقدام في غير هذا الموضع.
يقول: حين جعلني أصحابي حاجزًا بينهم وبين أسنة أعدائهم، أي قدموني وجعلوني في نحور أعدائهم، لم أجبن عن أسنتهم ولم أتأخر، ولكن قد تضايق موضع إقدامي، فتعذر التقدم فتأخرت لذلك.
المعنى العام للبيتين:
الشاعر يصف موقفًا حربيًا حيث وضعه أصحابه في خط المواجهة الأول، فلم يبدِ أي خوف أو تردد في القتال، بل تصدى لأعدائه بشجاعة. ومع ذلك، فقد أصيب بالتعب والإرهاق في قدميه، مما منعه من الاستمرار في التقدم.
الشرح والتحليل:
- الشجاعة والتضحية: يبرز الشاعر شجاعته وتضحيته بوضعه نفسه في خطر من أجل حماية أصحابه.
- الإرهاق الجسدي: يعبر الشاعر عن الإرهاق الجسدي الذي أصابه نتيجة القتال الشديد، مما أثر على قدرته على الاستمرار.
- الصدق العاطفي: يظهر الشاعر صدق عاطفته في وصف تجربته الحربية، حيث يجمع بين الشجاعة والإرهاق الجسدي.
- البساطة في التعبير: يتميز الشاعر ببساطة تعبيره، حيث يستخدم لغة واضحة ومباشرة لوصف الموقف.
التحليل البلاغي:
- التضاد: بين الجبن والإقدام في الشطر الأول.
- التكرار: تكرار حرف الياء في الشطر الأول يعطي إحساسًا بالشد والجذب في المعركة.
- البيان: استخدام كلمة "تضايق" يوضح السبب وراء توقف الشاعر عن القتال.
في الختام:
يعتبر هذان الشطران الشعريان مثالًا جميلًا على الشعر العربي القديم، حيث يجمعان بين المعنى العميق والجمال اللغوي.
التسميات
شرح معلقة عنترة بن شداد