جامعة باريس.. أصل كلية السوربون التي نشأت من مدرسة الكاتدرائية ووهب روبرت دي سوربون قس القديس لويس بيت السوربون المال اللازم لإيواء طلبة علوم الدين



من المعروف أن جامعة باريس نشأت من مدرسة الكاتدرائية.
ولما كان التطور الجامعي جاء تدريجيا وبطيئا فلأننا لا نستطيع تحديد تاريخ معين نقول أن مدرسة باريس خلعت فيه عن نفسها صفتها الكاتدرائية واخذت صفتها الجامعية الخالصة.

ولكن ما يمكن قوله أن هيكل جامعة باريس تكون في أواخر القرن الثاني عشر عندما أنشأ هيئة التدريس نقابة خاصة بهم وأخذ نفوذه في الازدياد حتى صارت هي المهيمنة فعلا على شؤون الجامعة.

ولقد مرت هذه النقابة أو رابطة الأساتذة التي كانت أساس جامعة باريس بعدة خطوات إلى لأأن أصبحت تحادا معترفا به من كل السلطات.

ففي سنة 1210 أصدر البابا أنوسنت الثالث مرسوما اعترف فيه بيقابة المعلمين بباريس واعتمد قوانينها المدونة.

وفي سنة 1231 أعطى لابابا جريحوري التاسع امتيازات خاصة لأعضاء جامعة باريس كفلت لهم كفالة حقوقهم.

وقبل لأن ينفضي القرن الثالث عشر انقسم مدرسو جامعة باريس إلى أربع سلطات أو كليات كما نسميها الآن: كلية اللاهوت، القانون الكنسي، الطب، القنون.

ولم يكن القانون المدني بعد عام 1213 مكان في جامعة باريس وكان المنهج يبدأ بالفنون السبعة ثم يرتقي إلى الفلسفة وينتهي بعلوم الين وكان يحكم كل جماعة من الطلبة وكليل أو مدير وكل كلية عميد.

وكان لطلاب الكية الفنون مير يرأسهم هذا الأخير الذي أصبح قبل عام 1255 كديرت للجامعة كلها.

ولقد كانت طريقة التدريس هي المحاضرات والسبب في ذلك أنه لم يكن في مقدور كل تلميذ  شراء الكتب التي يجب عليه دراستها أو يحصل على نسخ منها من دور الكتب.

وكانوا يجلسون على الطوار أو على الأرض وكانت لوائح الجامعة تحرم على المدرس أن يقرأ محاضراته على الطلاب بل عليه أن يدرس ارتجاليا بل كان يحتم عليه أن يقطع الكلام.

وكان الطلاب القدامى يحذرون الطلبة الجدد من أداء الأجر للأستاذ حتى يستمعوا إلى محاضراته.

وكان التعليم ينتعش من حين إلى آخر بمناقشات عامة تجري بين المدرسين والطلبة المتقدمين والزائرين الممتازين.

وكانت هذه المناقشات تجري في شكل مقرر محدد يسمى النقاش المدرسي وهو رسمي إلى جانب وجود مناقشات أخرى غير رسمية يسمونها أي شئ نحب quodiberta.

وكان معظم الطلاب في جامعة باريس يعيشون في مضائف تؤجرها جماعات منظمة من الطلاب كما كانت بعضها تأوي فقراء الطلاب نظير أجر اسمي.

وبحلول عام 1231 أنشأ طوائف الرهبان والكنائس المحسنون مضايف ومساكن أوسع للطلاب وحسبت عليها الحبوس وخصت بأقساط سنوية خفضت بعض نفقات العيش على الطلاب.

وفي عام 1257 وهب روبرت دي سوربون قس القديس لويس بيت السوربون المال اللازم لإيواء ستة عشر طالبا من طلبة علوم الدين، ومن هذا البيت نشأت كلية السوربون.


0 تعليقات:

إرسال تعليق