التعليم في الكاتدرائيات.. الأسقف يتولى رئاسة المدرسة أو المعهد أو يشرف على التعليم في الأسقفية إذا تعددت مدارسها ومعاهدها



يختلف هذا الصنف عن المدارس الديرية في طابعها الديني وأهدافها الكنسية، إلا أنها أسهمت مع الأديرة في نشر الحركة العلمية بأوربا في تلك الفترة حيث راحت الثقافة الفكرية تتحول من الأديرة إلى الكاتدرائيات.

فعلى الرغم من أن المدارس الأسقفية أو الكاتدرائية سارت جنبا إلى جنب لفترة مع المدارس الديرية إلا أن المدارس الأسقفية احتلت تدريجيا محل المدارس الديرية.

وكانت الكاتدرائيات وهي الكنائس الكبيرة يقيم بها الأساقفة، تحتل أهمية خاصة أن كل واحدة منها كانت تتوسط منظقة يطلق عليها اسم أبريشية diocèse، فألحقت بكل كاتدرائية مدرسة أو معهد كان الأسقف يتولى رئاسته في أول الأمر.

ويؤكد بعض المؤرخين أن الكاتدرائيات اعتباراً من القرن الحادي عشر وما تلاه كانت ترعى عددا من المدارس بعضها كان يقدم تعليما على مستوى رفيع وفي جوانب متعددة من العلم.

وفي البداية كان الأسقف يتولى رئاسة المدرسة أو المعهد أو يشرف على التعليم في الأسقفية إذا تعددت مدارسها ومعاهدها، لكن تعدد مهام الأسقف وتعددها وتنوعها جعلته يعهد بهذه المهمة لأستاذ متخصص يعرف باسم Magester scholarium  للإشراف على التلاميذ.

واستقلت المدارس الكاتدرائية بميزة هامة مقارنة بالمدارس الديرية إذ قلت الرقابة في المدارس الكاتدرائية.
فقد أتيح للمدارس الكاتدرائية نوع من الحرية في مقرراتها الدراسية.

كما وسعت من دائرة اهتماماتها فلم تقتصر على الشؤون الدينية فاهتمت بالنواحي الخلقية ورعت العلوم والفنونه واهتمت بالفقراء والمرضى.

كما عنيت بالمكتبات فأضحت مراكز للفكر من ناحية والفنون الحرة من ناحية أخرى.

ولذا قدر لهذا النوع من المدارس البقاء والاستمرار بل الازدهار في أوائل القرن الثاني عشر في الوقت الذي بدأت فيه المدارس الديرية تضمحل.


0 تعليقات:

إرسال تعليق