مكونات العلم - مكونات المعرفة العلمية.. الحقائق العلمية. المفاهيم العلمية. المبادئ العلمية. القوانين العلمية. النظريات العلمية



مكونات العلم (مكونات المعرفة العلمية):

تتعدد مكونات العلم (مكونات المعرفة العلمية) ويمكن حصرها في:

- الحقائق العلمية:

الحقيقة العلمية هي تصحيح الوهم الأولي المشترك.
فالمعرفة الموضوعية الأولى هي خطأ أولي.
والحقيقة لا يمكن تحديدها إلا من خلال النظر لعلاقتها باللاحقيقة .

الحقيقة خطأ مصحح:

وما دامت الحقيقة هي خطأ مصحح، فإن اللاحقيقة (موضع الخطأ) تكون في طريق واحد معها.
فهي الشرط الآخر للحقيقة على أساس أنه لا توجد حقيقية بدون خطأ مصحح.

هذه اللاحقيقة أو الخطأ يعتبر باشلار أن له دور إيجابي في المعرفة العلمية على نحو ما عبر عنه في كتابه ”العقلانية التطبيقية”.
إن الخطأ يأتي ليلعب دوره المفيد في تقدم المعرفة .

البحث العلمي يرفض المطلقات:

فالحقيقة ليست ثابتة أو مطلقة، والعلم بدوره ليس ثابتا وأزليا، بل هو مقال ظرفي يعاد النظر فيه باستمرار.
فالبحث العلمي أصبح يرفض تلك المطلقات التي بني عليها العلم الحديث من ديكارتية ونيوتونية (كانطية) أسسه ودعائمه مثل الحتمية واليقين والمطلق...، بل أصبح يتأسس على دعائم ومرتكزات أخرى كمفهوم اللاحتمية واللايقين والحقيقة النسبية ومفهوم الزمكان ومفهوم التحدب.

- المفاهيم العلمية:

يمكن تعريف المفهوم العلمي بأنه بناء عقلي يكونه المتعلم نتيجة إدراك (العلاقات أو الخواص أو السمات) المشتركة بين مجموعة من المثيرات، ويُمكّن المتعلم من تصنيف مجموعة المثيرات في فئة معينة يعبر عنها بمصطلح معين له دلالته اللفظية.

تعديل الحقائق:

ويرى الكثير من علماء التربية أن التوسع المعرفي في النصف الثاني من القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين يجعل العقل البشري يقف عاجزاً عن استيعاب الكم المتزايد من الحقائق المتناثرة، كما أن بعض الحقائق اليوم قد لا تصبح حقائق في الغد القريب مما يستوجب التخلي عنها، كما حدث بالنسبة لتجسيم الضوء من قبل نيوتن ثم اتضح فيما بعد أنه كميات من الطاقة تسمى فوتونات.

وهنا تبرز أهمية المفاهيم التي تقوم على الحقائق التي ترتبط مع بعضها بروابط معينة، فتصنف كل مجموعة من الحقائق تشترك في سمات معينة تحت مفهوم واحد، كما أن المفهوم مرن قابل للنمو بإضافة حقائق جديدة، وقابل للتطور بتعديل بعض الحقائق أو التخلي عنها.

تكوين صورة عقلية للمفهوم في ذهن المتعلم:

ويعد تشكيل المفهوم لدى الطالب بصورة صحيحة هدفاً تدريسياً رئيساً يحتاج إلى بذل جهد كبير من المعلم في التعرف على المفهوم وتحليله وتحديد الطريقة المناسبة لتدريسه، والتأكد من تشكيله لدى الطلاب، ويقصد بتشكيل المفهوم تكوين صورة عقلية للمفهوم في ذهن المتعلم.

ولكي يستطيع الطالب تكوين صورة عقلية صحيحة للمفهوم في ذهنه لا بد أن يكون المفهوم مناسباً للمستوى الإدراكي للطالب ليتمكن من استيعابه واكتسابه بصورة صحيحة.


- المبادئ العلمية:

المبادئ هي "الحقائق" (جمع حقيقة) الأساسية العلمية أو المنطقية أو الأخلاقية/المعنوية التي تنشأ من الخبرة والمعرفة والقيم (في معظم الأحيان)، وعليها نبني تحركاتنا وتفكيرنا. وبالنسبة إلى "عدة العمل المجتمعي"، فالمبادئ هي دعامة فهمنا للتنمية والصحة المجتمعيتين، والحقائق التي تشكل الأسباب التي تجعلنا نقوم بهذا العمل، بالإضافة إلى كونها العمل بذاته.

صحيحة إلى أن يثبت العكس:

تُستمد المبادئ العلمية والمنطقية من التجربة والاختبار، ومن المعرفة (التي تتأتّى بدورها من التجربة والاختبار لدى شخصٍ آخر)، ومن التحليل المنطقي، و/أو من النظرية.

إنها "موضوعية" (أي خالية من التحيّز ومن الفرضيات غير المُختبَرة، الخ، ومبنية بقوّة على تحليل معلّل) قدر الإمكان وهي تُعتبر صحيحة إلى أن يثبت العكس.

القوانين الطبيعية وامتداداتها إلى عالم التحرك البشري:

وهي تتضمن القوانين الطبيعية وغيرها من القوانين التي يعمل من خلالها الكون، بالإضافة إلى امتدادات هذه القوانين إلى عالم التحرك البشري.
(مثال: إذا اصطدمتم بشجرة وأنتم على سرعة 110 كلم في الساعة، لا بد أن تُقتلوا أو أن تصابوا إصابات خطرة. في حال قدتم السيارة وأنتم ثملون فلن تتمكنوا من  التحكم والسيطرة، ولن يكون لسرعة ردود فعلكم قيمة ما سيجعل احتمال اصطدامكم بتلك الشجرة بتلك السرعة عالياً. المبدأ: لا تقودوا وأنتم سكارى.)

المبادئ العلمية والمنطقية لها نماذج كمثل البيانات التالية:
"لكل فعل هنالك ردة فعل مساوية ومعاكسة" (قاعدة نْيوتُن الثالثة للحركة).
أو "كان الديناصور أكبر حيوان على اليابسة لملايين من السنين". مبادئ كهذه يمكن التأكّد منها من خلال الملاحظة أو المراقبة (القذيفة التي تنطلق من مدفع تدفع المدفع بذاته إلى الوراء بالاتجاه المعاكس، وهذا متّسق مع قاعدة نيوتُن).
أو أنها مدعومة بمختلف أدلة المتوفّرة (آلاف من بقايا الديناصورات، والأنظمة الجيولوجية والكيميائية التاريخية).
هذه المبادئ تشكّل "نظريات" فقط لأنّها غير قابلة لأن تُبرهَن بالكامل بسبب استحالة العودة في الزمن أو التنقل في الفضاء بين النجوم.

- القوانين العلمية:

هي عبارة عن مجموعة البيانات التي تقوم بالوصف والتنبؤ، وربما التفسير، لمجموعة من الظواهر التي تتناول بيولوجيا الحياة كشكل خاص لحركة المادة، كما تتناول قوانين تطور الطبيعة الحية، وكذلك الأشكال المتشعبة للكائنات الحية، من حيث بناؤها ووظيفتها وارتقاؤها وتطورها الجزئي وعلاقتها المتبادلة بالبيئة.

المبدأ العلمي:

ومصطلح "القانون" يشمل الاستخدامات المتنوعة لكثير من الحالات التي يقررها بشكل تقريبي ودقيق، وتثبيت بعض النظريات الواسعة أو الضيقة التي تشرح المجال، في جميع التخصصات العلمية الطبيعية (الفيزياء، الكيمياء، الأحياء، الجيولوجيا، علم الفلك الخ...). والمصطلح المشابه للقانون العلمي هو المبدأ.

- النظريات العلمية:

النظرية العلمية هي التفسير الأفضل للحقائق التي نشاهدها حولنا في الطبيعة والتي يجري الوصول إليها باستخدام الأساليب العلمية، والتي تختبر مراراً وتكراراً وتؤكد باستخدام الملاحظة والتجربة. النظريات العلمية هي الشكل الأكثر موثوقية، ودقة، وشمولاً للمعرفة العلمية.

من المهم جداً أن نفرق بين استخدام النظرية في مجال العلوم وبين استخدامها عند عامة الناس. وهو الخطأ الذي يقع فيه المعظم، فعند العامة تكون عادة بمعنى حدس أو رأي أو فرضية أو تنبؤ، وهذا الاستخدام هو النقيض لمعنى النظرية عند العلماء.

اكتساب المعرفة وقدرات تفسيرية وتنبؤية:

يستخدم العلماء النظريات العلمية كأساس لاكتساب مزيد من المعرفة، ومن أجل تحقيق أهداف مثل اختراع التكنولوجيا أو علاج الأمراض.

والمعرفة المكتسبة من خلال النظريات العلمية تعتبر استقرائية واستنباطية في الطبيعة، بمعنى أن لها قدرات تفسيرية وتنبؤية.

قال عالم الأحافير، والبيولوجيا التطورية، ستيفن جاي غولد: "الحقائق والنظريات هما أمران مختلفان، ولكنهما ليسا درجات في التسلسل الهرمي من ازدياد اليقين. الحقائق هي البيانات العالمية، بينما النظريات هي الهيكليات التي تشرح وتفسر هذه الحقائق."


0 تعليقات:

إرسال تعليق