أول خطبة خطبها على رضي الله عنه بعد توليه الخلافة.. بيعة علي جاءت بعد فتنة عمياء ذهب ضحيتها خليفة المسلمين. إذا رأيتم الخير فخذوا به، وإذا رأيتم الشر فدعوه



أول خطبة خطبها على رضي الله عنه بعد توليه الخلافة:

قال أمير المؤمنين على رضي الله عنه في أول خطبة خطبها حين تولى الخلافة: إن الله عز وجل أنزل كتابًا هاديًا، بيَّن فيه الخير والشر، فخذوا بالخير ودعوا الشر، الفرائض أدوها إلى الله (سبحانه) يؤدكم إلى الجنة، إن الله حرم حُرَمًا غير مجهولة وفضَّل حرمة المسلم على الحُرم كلها، وشدّ بالإخلاص والتوحيد المسلمين، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده إلا بالحق، لا يحل أذى المسلم إلا بما يجب، بادروا أمر العامة...، فإن الناس أمامكم وأن من خلفكم الساعة تحدوكم، تخففوا تلحقوا، فإنما ينتظر الناس أخراهم، اتقوا الله في عباده وبلاده، إنكم مسئولون حتى عن البقاع والبهائم، أطيعوا الله عز وجل ولا تعصوه، وإذا رأيتم الخير فخذوا به وإذا رأيتم الشر فدعوه +وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ"([1]) [الأنفال:26].

فتنة عمياء:

ولما كانت بيعة علي جاءت بعد فتنة عمياء ذهب ضحيتها خليفة المسلمين السابق، فقد دعا المسلمين إلى الخير ونبذ الشرّ، وبين لهم أن حرمة المسلمن فوق كل الحرمات، فلا يجوز أذاه في حال من الأحوال، ثم ذكرهم بالموت والآخرة وحثهم على التقوى والطاعة والعمل الصالح([2]).

محاور الخطبة:

وقد جاءت محاور الخطبة حول جانب العقيدة، والعبادة، والأخلاق، واهتمت ببعض مقاصد الشريعة، ولو شئنا أن نلخص خطته التي يريد أن يرسمها للناس لقلنا: يريد أن يقول لهم: ارجعوا إلى العهد الذي كنتم عليه أيام رسول الله([3]), والخلفاء الراشدين الذين سبقوه، وقد أشار أمير المؤمنين في حكمه وبلاغه إلى النهج الذي سيقبلون به عهد الخلافة الجديد بقوله: إذا رأيتم الخير فخذوا به، وإذا رأيتم الشر فدعوه.

خاتمة الخطبة:

وختم بالآية الكريمة التي كانوا في حاجة إلى استحضارها، ليقارنوا بها بين ما كانوا عليه قبل الإسلام وبعد الإسلام- إلى أمد بعيد- من القلة والضعف والضَّعة والخمول حتى كانوا كقطعة لحم على كف يتخطفها الطير، ثم ما صاروا إليه من القوة والسعة والأمن والسَّلام، والرخاء والثراء، وما أكرمهم به عليهم من النِعَم فطنّت حصاتهم وخفقت راياتهم ودان لهم العباد والبلاد([4]).

هوامش:

([1]) تاريخ الطبري (5/458، 459).
([2]) الأدب الإسلامي، نايف معروف، ص (57).
([3]) الخلفاء الراشدين للنجار، ص (378).
([4]) المرتضى للندوى، ص(140، 141).


0 تعليقات:

إرسال تعليق