اشتقاق الأفعال.. الماضي والمضارع والأمر. المصدر أصل صدر عنه كل المشتقات، من الأفعال والصفات التي تشبهها وأسماء الزمان والمكان والآلة والمصدر الميمي



ما هو الاشتقاق؟

الإشتقاقُ في الأصل: أخذُ شِقِّ الشيءِ، أي: نصفهِ، ومنه اشتقاقُ الكلمة من الكلمة، أي: أخذُها منها.
وفي الإصطلاح: أخذُ كلمةٍ من كلمة، بشرطِ أن يكون بين الكلمتين تناسبٌ في اللفظ والمعنى وترتيب الحروف؛ مع تَغايرٍ في الصيغة، كما تأخذُ "اكتُبْ" من "يكتبْ"، وهذه من "كتبَ" وهذه من "الكتابة".

وهذا التعريف انما هو تعريف الإشتقاق الصغير وهو المبحوث عنه في علم التصريف. وهناك نوعان من الإشتقاق: الأول أن يكون بين الكلمتين تناسب في اللفظ والمعنى دون ترتيب الحروف: كجذبَ وجبذَ. ويسمى الاشتقاق الكبير. والآخر: أن يكون بين الكلمتين تناسب في مخارج الحروف: كنهقَ ونعقَ. ويسمى الاشتقاق الأكبر.

ويؤخذُ الأمرُ من المضارع، والمضارعُ من الماضي، والماضي من المصدر.
فالمصدرُ أصلٌ صَدَرَ عنه كلُّ المشتقّات، مِنَ الأفعال والصفات التي تُشبهها وأسماءِ الزمان والمكان والآلة والمصدر الميمي.

اشتقاق الماضي:

يؤخذُ الماضي من المصدر على أوزانٍ مختلفة، سيأتي بيانُها، مثلُ: "كتب وأَكرمَ وانطلقَ واسترشدَ".

اشتقاق المضارع:

يُؤخذُ المضارعُ من الماضي، بزيادة حرفٍ من أحرف المضارَعة في أوَّله. وأحرف المضارعة أربعةٌ، وهي: "الهمزةُ والتاءُ والنونُ والياءُ" مثل: "أَذهبُ وتذهبُ ونذهبُ ويذهبُ".

الهمزة:

للمفرد المتكلم مثل: "أكتب".

التاء:

لكل مخاطب ومخاطبة وللغائبة الواحدة والغائبتين مثلُ: "تكتب يا عليّ وتكتبين يا فاطمة وتكتبان يا تلميذان وتكتبان يا تلميذتان وتكتبون يا تلاميذ وتكتبين يا تلميذات. وفاطمة تكتب والفطمتان تكتبان".

النون:

لجماعة المتكلمين وللمتكلم الواحد المعظم نفسه مثل: "نكتب".

الياء:

للغائب الواحد والغئبَينِ والغائِبينَ والغائبات مثلُ: "التلميذ يكتب والتلميذات يكتبان والتلاميذ يكتبون والتليمذات يكتبن".

الماضي الثلاثي:

وإن كان الماضي على ثلاثة أحرف، يُسكّنُ أوَّلهُ بعد دخول حرف المضارعة، فتقول في: "سألَ وأخذَ وكرُمَ": "يَسألُ ويَأخذُ ويَكرُمُ".
 وأما ثانية، فهو مفتوحٌ، أو مضمومٌ، أو مكسورٌ، حسَبَ ما تقتضيه اللغة، مثلُ: "يَعلمُ ويَكتُبُ ويَحمِلُ".

الرباعي:

وإن كان على أربعة أحرف فصاعداً، فإن كان في أوَّله همزةٌ زائدة، تُحذف ويُكسر ما قبل آخره، فتقولُ في: "أكرمَ وانطلقَ واستغفرَ": "يُكرِمُ ويَنطلِقُ ويَستغفِرُ". وإن كان في أوَّله تاءٌ زائدةٌ، يبق عل حاله بلا تغيير، فتقولُ في: "تكلَّمَ وتقابلَ": "يتكلمُ ويتقابلُ" وإن لم يكن في أوَّله همزةٌ ولا تاءٌ زائدتان. يكسر ما قبل آخره، فتقولُ في: "عَظَّمَ وبايعَ": "يُعظِّمُ ويُبايِعُ".
وحرفُ المضارعة يكونُ مفتوحاً، مثلُ: "يَعلمُ وتُجتهدُ وتِتغفرُ"، إلا إذا كان الفعلُ على أربعة أحرف، فهو مضّمومٌ مثلُ: "يُكرِمُ ويُعظِّمُ".

اشتقاق الأمر:

يؤخذُ الأمرُ من المضارع، بحذفِ حرف المضارعة من أوَّله، فإن كان ما بعد حرف المضارعة متحركاً، تُرِكَ على حاله، فتقولُ في: "يتعلَّمُ": "تَعلّمْ"، وإن كان ساكناً، يُزَدْ مكان حرف المضارعة همزةٌ، فتقولُ في: "يَكتبُ ويُكرِمُ ويَنطلِقُ ويَستغفرُ": "اكتبْ وأكرِمْ وانطلِقْ واستغفِرْ".

همزة الأمر:

وهمزةُ الأمر همزةُ وصلٍ مكسورةٌ، مثلُ: "إِعلمْ، إِنطلِقْ، إستقبلْ"، إِلا إن كان ماضيه على أربعة أحرف، فهي همزةُ قطعٍ مفتوحةٌ، مثلُ: "أكرمْ وأحسنْ وأعطِ"، أو كان ماضيه على ثلاثة أحرف، ومضارعهُ على وزن (يَفعُلُ، المضمومِ العين) فهي همزةُ وصلٍ مضمومةٌ، مثلُ: "أُكتُبْ، أُنصُرْ، أُدخُلْ"، فإِنَّ مضارعها: "ينصُرُ ويكتُبُ ويدخُلُ".