نظرية البيان الشعرية.. الموضوع الرئيسي للشاعرية هو تمايز الفن اللغوي واختلافه عن غيره من الفنون الأخرى. البحث في إشكاليات البناء اللغوي



يؤكد (رولان بارت) على السياق كضرورة فنية لإحداث فعالية الكتابة.
والكتابة لا تحدث بشكل معزول أو فردي، وإنما تحتاج إلى تفاعل لا يُحصى من النصوص المخزونة داخل المبدع.

ويتمخّض عن هذه النصوص جنين ينشأ في ذهن الكاتب، فيتولد عنه العمل الإبداعي الذي هو (النّصّ).

وهذا التفاعل بين النصوص في توارثها وتداخلها هو ما يسميه رواد المدرسة التفكيكية (تداخل النصوص) أو (التنّاصّ).

فالشاعر عندما يكتب قصيدته يضع نفسه في مواجهة كل سالفيه من الشعراء، فيستمدّ منهم كمخزون ثقافي، ومن إبداعه الذاتي.

ولهذا قال (بارت): "إن الحداثة ليست إلا الشكل المطّور للماضي، كما أن اليوم ليس إلا انبثاقاً عن الأمس" (لذة النص ص 20).
وعلى هذا فإن المتنبي مخبوء في شوقي، وأبو تمام في السيّاب، وعمر بن أبي ربيعة في نزار قباني...

والميزة الأكثر إيجابية للباحث هي تشرّبه للمفهومات الغربية، واستيعابه للمفاهيم التراثية، ومحاولته الجمع بينهما:

ففي (نظرية البيان) الشعرية عرّف بنظرية (الاتصال) الغربية، وبـ (النّص) في المنهج البنيوي.

ثم أخذ يتلمس مقولات البيان في تراثنا لدى الجاحظ (في البيان والتبيين)، ولدى عبد القاهر في (نظرية النظم)، ولدى حازم القرطاجني (في نظرية التخييل).

وقد وجد أن حازماً تحدّث عن (شعرية الشعر) وعن (القول الشعري) دون أن يقصد بهما الشعر أو النظم. وربط بين (الشعرية) و(التخييل).