الاتهامات الموجهة للتأمين.. التأمين نظام ضد القضاء والقدر يماثل عمليات التغطية وهي عمليات الشراء الآجل. التأمين شبيه بالقمار والرهان والمضاربة



الاتهامات التي توجه للتأمين والرد عليها
Accusations Pointed at Insurance and their Defense

سنوجز في هذا الجزء بعض الملاحظات والاتهامات التي توجه للتأمين، فيهاجم التأمين بالتالي:

1- التأمين نظام ضد القضاء والقدر:
هذا الاتهام مردود عليه بقول الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم، أعقلها وتوكل.
فالطرق المستخدمة في إدارة الخطر ومن بينها التأمين، لا تنفي أبدا إمكانية وقوع الخطر.

2- التأمين يماثل عمليات التغطية:
عمليات التغطية Hedging، هي عمليات الشراء الآجل، أي شراء سلعة أو التعاقد عليها بسعر اليوم علي أن يتم التسليم في المستقبل.

ويرجع ذلك للأسباب التالية:
- عدم وجود إمكانية تخزين كبيرة.
- تذبذب في أسعار السلعة.
- عدم وجود نقد أو سيولة كافية للسداد مباشرة

ويلاحظ في عمليات التغطية هذه أنه إذا تعرضت السلعة في المستقبل إلي زيادة في السعر تحقق للتاجر المتعاقد ربح، أما إذا انخفض السعر فيكون قد تحقق له خسارة.

ومن هذا التعريف الموجز لعمليات التغطية يتبين لنا الاختلافات الآتية بينها وبين التأمين:

- تتعلق عملية التأمين بنقل أخطار قابلة للتأمين، لأن متطلبات الخطر القابل للتأمين يمكن أن تتحقق بشكل عام، أما عمليات التغطية فهو أسلوب لمجابهة أخطار غير قابلة للتأمين، مثل الحماية ضد انخفاض سعر المنتجات الزراعية والمواد الخام.

بمعني آخر، عمليات التغطية تنطوي علي أخطار مضاربة أي أخطار حركة.
وهذا يختلف عن أعمال التأمين التي نتعامل فيها مع أخطار السكون وهي أخطار طبيعية بحتة، إذا وقعت تؤدي إلي خسارة.

- التأمين يمكن أن يخفض الخطر الموضوعي لمؤمن ما عن طريق تطبيق قانون الأعداد الكبيرة.
فكلما زاد عدد الوحدات المعرضة للخطر، يتحسن التنبؤ بالخسائر المستقبلية، لأن الاختلاف النسبي بين الخسارة الفعلية والخسارة المتوقعة سوف يقل.

على العكس، تتعلق عمليات التغطية بنقل الخطر فقط، وليس تخفيض الخطر، حيث يتم نقل خطر التقلبات العكسية للسعر إلي مضاربين يعتقدون أنه يمكنهم تحقيق ربح بسبب المعرفة السابقة بأحوال السوق، وتنبؤاتهم هذه لا تكون مبنية عموما علي قانون الأعداد الكبيرة.

3- التأمين شبيه بالقمار والرهان والمضاربة: يتم عادة الخلط بين التأمين بشكل خاطئ بالمقامرة. وهناك اختلافات هامة بينهما:

- أولاً: تخلق المقامرة خطر مضاربة جديد، بينما التأمين هو أسلوب لمجابهة خطر بحت موجود فعلا.

- ثانيا: المقامرة غير مثمرة (غير منتجة) اجتماعيا، لأن مكسب الفائز يأتي علي حساب الخاسر.

وعلى العكس، يكون التأمين منتجا اجتماعيا دائما، فلا يعتبر المؤمن أو المؤمن له في الوضع الذي يأتي فيه ربح الفائز علي حساب الخاسر.
فلكل من المؤمن والمؤمن له مصلحة مشتركة في منع الخسارة، وكلاهما يربح إذا لم تحدث الخسارة

- ثالثا: لا تعيد عمليات المقامرة الخاسرين إلي مواقفهم المالية السابقة مطلقاً.
على العكس من ذلك، تعيد عقود التأمين المؤمن لهم إلي مواقفهم المالية الحالية بشكل كلي أو جزئي إذا حدثت خسارة.