أهمية التنشئة الاجتماعية.. تشكيل شخصية الفرد في المستقبل وتكوين الاتجاهات الاجتماعية لديه وإعداده لمواجهة التغير الاجتماعي الذي يمر به المجتمع الإنساني المحيط به



أهمية التنشئة الاجتماعية:

تظهر أهمية عملية التنشئة الاجتماعية ويمكن الحكم علي مدى اكتمالها ومدى سلامتها في المواقف التي يعمل من خلالها الأفراد معا بحيث يكونون جماعات فبقدر اشتراكهم في العمل سويا وبقدر إحساس كل منهم بأن الجماعة التي ينتمي إليها ذات أهداف مرسومة يتقبلها ويعمل لتحقيقها وتحركها قيم اجتماعية معينة يحترمونها ويقدسونها ويرون في العمل علي بقائها واستمرارها خير ضمان لبقائهم واستمرارهم بقدر تحقق كل ذلك يمكن الحكم علي مدى اكتمال عملية التنشئة الاجتماعية ومدى سلامتها.

تعلم ضوابط السلوك:

وفي عملية التنشئة الاجتماعية يتعلم الفرد ضوابط السلوك وكفه عن الأعمال التي لا يتقبلها المجتمع وتشجيعه علي ما يرضاه منها حتى يكون متوافقا مع مجتمعه الذي يعيش فيه فالضبط الاجتماعي لازم لحفظ الحياة الاجتماعية وضرورة لبقاء الإنسان.

وتنبع الحاجة إلي تنشئة الطفل تنشئة اجتماعية علي أساس راسخ من القدرة علي التكيف حتى تؤهله لحفظ توافقه مع المجتمع الذي يعيش فيه ومع سرعة ما يحدث فيه من تغير اجتماعي مستمر يكاد يبلغ حد الطفرة في بعض الأحيان حيث أن هذه التنشئة هي الأداة التي يستخدمها المجتمع في تحديد الحاجات المقبولة والقدرات الفطرية لدى الطفل.

تشكيل شخصية الفرد:

والتنشئة الاجتماعية هي وسيلة الآباء لأن يتمثل أبناؤهم معايير ثقافتهم ومعايير توافقهم وتحدد وسائل إشباع الأبناء لحاجتهم المختلفة وكيفية التعبير عنها اجتماعيا وحدود هذا التعبير وأن يجدوا بعض هذه التفسيرات الجاهزة للكثير ممن حولهم ولمعاني الأشياء والمواقف والسلوك فيها باختصار تشكل المعالم الرئيسية لشخصياتهم.

وتظهر أهمية التنشئة الاجتماعية في كونها تلعب دورا أساسيا في تشكيل شخصية الفرد في المستقبل وفي تكوين الاتجاهات الاجتماعية لديه وفي إرساء دعائم شخصيته فالشخصية هي نتاج هذه الأساليب  وعلي ذلك فإن الدعائم الأولى للشخصية توضع في مرحلة الطفولة وطبقا لأساليب التنشئة الاجتماعية التي يمارسها الوالدان علي الطفل في هذه المواقف.

تكيف الطفل مع المجتمع:

فالتنشئة الاجتماعية تمثل أبرز جوانب التراث الثقافي للمجتمع، فهي كوحدة واحدة تتضمن الأفكار التقليدية التي تستبقى تاريخاً بعد أن يثبت صلاحيتها لتشكيل أفراد المجتمع وفق التقاليد السائدة فيه، وما يعزى إليها من قيم وعادات ومحرمات ومجازاة وقواعد مختلفة فهي لا تسير بطريقة عشوائية وإنما تسير وفق معايير معينة وظيفتها مساعدة الفرد على تقمص الثقافة وتمثلها في شخصيته.

إن عملية التنشئة الاجتماعية التي مر فيها الطفل في الأسرة ثم في مجموعات صغيرة تكبر تدريجياً سوف تعلمه كيف يسلك السلوك المناسب نحو الآخرين ونجاح الطفل بعد ذلك في المعاملات سيوصله بالضرورة إلى تحقيق ذاته ثم تفهمه حقيقة غيره، وهذا يوضح الدور الذي تقوم به عملية التنشئة الإجتماعية في تكيف الطفل مع المجتمع.
بصفة عامة حتى يكون عضوا مقبولا.

اعتبارات تزيد من أهمية التنشئة الاجتماعية للطفل:

وتبدو أهمية التنشئة الاجتماعية للطفل من خلال محورين:

المحور الأول:

أن عملية التنشئة الاجتماعية تعتبر وسيلة أساسية لتطوير شخصية الفرد وإعداده لمواجهة التغير الاجتماعي الذي يمر به المجتمع الإنساني المحيط به.

المحورالثاني:

أن عملية التنشئة الاجتماعية عملية تعلم وتعليم أي تربية تقوم علي التفاعل الاجتماعي وتهدف إلي اكساب الطفل  سلوكا ومعايير أو اتجاهات مناسبة تمكنه من مسايرة جماعته والتوافق معها وتكسبه الطابع الاجتماعي وتيسر له الاندماج في الحياة الاجتماعية.

أساليب التنشئة الاجتماعية لتحويل الكائن الحي البيولوجي إلى كائن اجتماعي:

وعلى ذلك تكون التنشئة الاجتماعية عملية تحويل الكائن الحي البيولوجي إلى كائن اجتماعي ويتم ذلك بأخذ أسلوبين:

الأسلوب الأول:

الإعداد والتوجيه والتدريب ويتدرج ذلك مع مراحل النمو تبعا لاستعدادات الطفل الجسمية والعقلية والنفسية .

الأسلوب الثاني:

التقليد والمحاكاة تبعا للظروف المحيطة بالطفل وكلما كانت القدوة حسنة من تصرفات وأنماط سلوكية كانت النشأة سليمة.

والشكل النهائي لعملية التنشئة الاجتماعية هو مساعدة الطفل علي النمو حتى يصبح فردا مزودا باستعدادات شخصية يستطيع عن طريقها معايشة مجتمعه ومزود بمهارات حركية ولفظية واجتماعية ومعرفية يكتسبها من البيئة الاجتماعية المحيطة به.