العفة في الشعر الجاهلي.. المحافظة على العرض وتجنب العار والحفاظ على أعراض الآخرين



العفة في الشعر الجاهلي:

العفة هي المحافظة على العرض، ويرى المتلمس الضبعي أن من لم يعن بصون عرضه كان لئيما، قال:
ومن كان ذا عرض كريم فلم يصن + له حسبا كان اللئيم المذمما

أمانة صيانة العرض:

فصاحب الأصل الشريف يجب أن يصون هذه الأمانة، قال المثقب العبدي:
يجعل المال عطايا جمة + إن بذل المال في العرض أمم
لا يبالي طيب النفس به + تلف المال إذا  العرض سلـم

المحافظة على أعراض الآخرين:

والعفة تقتضي فضلا عن تجنب العار، وصون العرض - المحافظة على أعراض الآخرين، ولعل هذا المظهر من أسمى مظاهر العفة، قال عنترة:
أغشى فتـاة الحـي عند حليلها + وإذا غزا في الجيش لا أغشاها
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي + حتـى يواري جارتـي مثواها

الخوف على سمعة الجيران:

وحاتم الطائي لا يمشي إلى بيت جارته حرصا على سمعتها، وحفاظا على جاره، وعدم خيانته، قال:
أذا ما بت أختل عرس جاري + ليخفيني الظلام فلا خفيت
أأفضح جارتي وأخون جاري + معاذ الله أفعـل ما حييت
ولا نراه يطرق جارته بعد  هجعه الليل إلا بهدية تحمل، ولا يتصبى عرس ابن عمه، في غفلة منه، قال:
ولا نطرق الجارات من بعد هجعة + من الليل إلا بالهدية تحمل
وقال أيضا:
وما تشتكيني جارتي غير أنني + إذا غاب عنها بعلها لا أزورها
سيبلغهـا خيري ويرجع بعلها + إليها ولم يقصر علي ستـورها

العفة وغض الطرف:

ورثـت الخنسـاء أخاها صخرا بعفته، وغضه الطرف عن النساء، فقالت:
لم تره جارة يمشي بساحتها + لريبة حين يخلى بيته الجار
وامتدح النابغة عفة الغساسنة، فقال:
رقاق النعال طيب حجراتهم + يحيون بالريحان يوم السباسب
وافتخر الحادرة بعفة قبيلته ذبيان أمام سمية، فقال:
إنا نعف فلا نريب حليفنا + ونكف شح نفوسنا في المطمع
وزها أبو داود الإيادي بعفة نفسه وعزتها، وطلب إلى باكيته أن تذرف الدموع على هذه الخصال، فقال:
إذا ما مت فابكيني لشيئين لا يقل + كذبت وشر الباكيات كذوبها
بعفة نفس حين  يذكـر مطمـع + وعزتها إن كان أمر يريبها