النقد الفاحص أو الميتا نقد أو الفلسفي أو نقد النقد.. دراسة الفروض غير الملحوظة في الممارسة النقدية والتى تحكم القراءة النقدية وتتحكم فيها وتحدد موضوعها وغاياتها



فى تعليقه على الناقد الإنجليزى الكبير د. صمويل جونسون Dr. Samuel  Johnson يقول ت. س. إليوت "إن هذا الناقد لو كان عاش فى جيل بعد جيله، لوجد نفسه مضطراً إلى إعادة النظر بعمق فى الكثير من قواعد ممارساته النقدية والأسس النظرية التى تقوم عليها".

أي أن الدكتور جونسون كان سوف بجد نفسه مضطراً إلى بحث فروضه النظرية التى كان يؤسس عليها فعل النقد والتفسير، أو بمعنى آخر كان سيتناول بالنقد فروض نقده الذى يمارسه فهو نقد النقد ذاته ونقد النظرية نفسها.

هذا التعليق من "إليوت" يفترض أن بعض الحقب يمكن أن تتسم بأنها "ناقدة" أكثر من غيرها، كما يشير أيضاً إلى أن ثمة نشاطاً نقدياً مهمته النظر بعمق فى الأسس التى يقوم عليها فهمنا لطبيعة النقد الذى نمارسه.

وهذا النظر فى فروض الممارسات النقدية وأسسها هو ما يسمى النقد الفاحص / أو الميتا نقد أو الفلسفي / أو نقد النقد Critique.

وهذا اللون من النقد يدرس الفروض غير الملحوظة في الممارسة النقدية، تلك الفروض التى تحكم القراءة النقدية وتتحكم فيها وتحدد موضوعها وغاياتها وآلياتها وإجراءاتها، سواء أكان ذلك عبر نص أدبى أو غير أدبي؛ أفكار أو علاقات أو أعراف أو ممارسات ثقافية، أم كان رؤى ونظريات مختلفة فى النقد والثقافة ذاتيهما.