الشعر التعليمي في العصر العباسي.. رقي الحياة العقلية



استحدث الشعراء العباسيون فنا لم تكن له أصول قديمة وهو فن الشعر التعليمي الذي دفع إليه رقي الحياة العقلية في العصر.
ومن أوائل ما يلقانا من ذلك تحدث صفوان الأنصاري في أشعاره عن فضل الأرض وما تحمل من كنوز ومعادن كريمة.
ولا ريب أن أبان بن عبد الحميد هو الذي عمل على إشاعة هذا الفن الشعري الجديد.
فقد نظم فيه تاريخا وقصصا كثيرا.
وأهم من ذلك أنه نظم كتاب كليلة ودمنة في أربعة عشر ألف بيت منها قوله:
هذا كتاب أدب ومحنه -- وهو الذي يدعى كليلة ودمنه
فيه دلالات وفيه رشد -- وهو كتاب وضعته الهند
فوصفوا آداب كل عالم -- حكاية عن السن البهائم
فالحكماء يعرفون فضله -- والسخفاء يشتهون هزله
وهو على ذاك يسير الحفظ -- لذ على اللسان عند اللفظ