كان الفارس العربي يحمي الضعيف، ويدفع عنه الظلم، ويتمثل هذا الخلق في حماية الجار، وهو ذلك الشخص الذي ينزل بجوار آخر، طالبا حمايته، فإذا قبل جواره صار واحدا من أفراد أسرته، وقبيلته، وسمي حليفا، أو مولى.
وقانون الصحراء يأبى على العربي رفض الجوار، بل انه ليغضب إذا رحل عنه جاره، وتنازل عن حمايته له، وكثيرا ما شبت الحرب، وفتكت بالقبائل لأن جار قبيلة ما قد أهين، أو اعتدي عليه.
وهذا ما وقع في حرب البسوس حين رمى كليب ناقة البسوس، جارة جساس بسهم في ضرعها، فما كان من جساس إلا أن قتل كليبا رغم أنه زوج أخته.
ونرى قبيلة تميم تحارب المناذرة، يوم رحرحان، لأن الحارث بن ظالم المري التجأ إلى بني نهشل، بعد أن قتل شرحبيل بن الأسود، ورفض النهشليون أن يسلموه، وقال ضمرة بن ضمرة:
سنمنع جارا عائذا في بيوتنا -- بأسيافنا حتى يؤوب مسلما
التسميات
قيم إنسانية في الشعر الجاهلي