معيقات مؤسسات تكوين المدرسين.. تدني الميزانيات وقلة الاحتكاك العلمي الدوري بمراكز البحث والتكوين المتقدمة مع تضاؤل الفرص الكافية لتطوير القدرات التدريسية والبحثية

تتميز أغلب مؤسسات تكوين المدرسين بتدني ميزانياتها، وقلة الاحتكاك العلمي الدوري بمراكز البحث والتكوين المتقدمة، مع تضاؤل الفرص الكافية لتطوير القدرات التدريسية والبحثية.

وكل هذه المعيقات تجعل هذه المؤسسات تسعى جاهدة، بإمكاناتها  المحدودة، لتجديد أطر تكوين المدرسين مع أخذها في الاعتبار إكراهات المحيط المجتمعي الذي يحول الكثير من المعارف والخبرات بها إلى رصيد نظري ميت.

في ضوء كل ذلك، تنتصب أمامنا مجموعة من التساؤلات منها:
- هل لا يزال من الكافي ربط وظيفة هذه المؤسسات بجعل تكوينها يتكيف مع المقررات المدرسية الجديدة، في الوقت الذي تعج فيه الساحة بما هو أكثر إثارة وجذبا من تلك المقررات؟

- ألا يشكل غياب استراتيجية واضحة المعالم في التعامل مع تكوين المدرسين إحدى أهم معضلات هذا التكوين، خاصة مع عدم تبلور تصور واضح للعلاقات بين التكوين الأساسي والتكوين المستمر والبحث، ووضع خطط رسم هذه العلاقات؟

- هل يجب أن يكون تكوين  المدرسين مستجيبا لما يطرحه مجتمعا المعلومات والمعرفة من مستلزمات وتحديات؟

أم مستجيبا لمختلف أنواع المعوقات الميدانية التي لا تزيد إلا استفحالا في نظامنا التربوي والتعليمي الذي أصبح يزيد بدوره من إفراز الإقصاء والتهميش؟

- هل يكون التكوين منسجما مع مجتمع الابتكار والإبداع والتفكير الشخصي المتمايز بشخصيته؟
أم مع الاكتظاظ وغياب الماء والكهرباء في عدد من  المؤسسات التعليمية، وكذا مع هواجس لا ينظر إليها النظام التربوي والتعليمي بما تستحقه من الاهتمام والبحث والاعتبار؟

- هل يكفي إدخال التكنولوجيات الحديثة إلى تكوين المدرسين لتحديث هذا التكوين، وجعله فعالا في قاعات التدريس، أم أن توظيفها يجب أن يقترن بتنمية طرق التفكير والبحث العلمي، وبالتمكين من اكتساب القدرات والكفايات الفارزة لما تطرحه الشبكات الإلكترونية من فيض يجمع المعلومة واللامعلومة.

ومن المعروف أن بها حشودا هائلة تتطلب الحكم على صدقيتها وفرز ما بها من اتساق وتناقض، وصحيح وزائف، وعلمي وتجاري، وأخلاقي وغير أخلاقي؟.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال