المدرسة وفقدان وضع احتكار المعرفة.. الكشف عن القدرات الفكرية والإبداعية الكامنة في تكوين المتعلم وطرق إنمائها وتثمينها وتشكيلها في ضوء الأوضاع الاجتماعية والثقافية السائدة

لأن المدرسة، قد اضطرت، بفعل التحولات، أن تنوع الديبلومات والتأهيلات، فإن النظام التربوي قد أصبح مكتسحا بطلب الفعالية والنفع الذي أصبح الآباء والتلاميذ وسوق الشغل هم محددوه.
وهو ما يفيد أن طلبات خارج المدرسة هي التي أصبحت تحدد مسارات داخلها.

وفي سياق فقدان المدرسة وضع احتكار المعرفة، فقد أصبح من الميسور لمستخدمي الوسائل التكنولوجية الجديدة قيامهم هم أنفسهم بعملية نشر المعلومات في الوقت الذي يفيدون فيه منها.

فلم يعد يكفي اعتماد ما يجب أن تكون عليه المقررات المدرسية التي تلقى على التلميذ أو الطالب من المدرس عن طريق السرد البسيط المباشر الذي يأخذ شكل التلقين، وإنما أصبح من الأولى الكشف من خلال التدريس عن القدرات الفكرية والإبداعية الكامنة في تكوين المتعلم، وطرق إنمائها وتثمينها وتشكيلها في ضوء الأوضاع الاجتماعية والثقافية السائدة في المجتمع من ناحية، واحتمالات وتوقعات المستقبل من ناحية أخرى.

ولا شك أن هذه المعطيات الجديدة قد فرضت تغيرا واضحا في صورة المدرس ووظيفته، وبدل مفهوم الرسالة Vocation، بدأ يتحدث أكثر عن مفهوم المهننة Professionnalisation.

وأصبح المدرس مطالبا بتحقيق التحفيز الذي لم يعد النظام التربوي التقليدي يقدمه.
فالتصور الجديد يرى، على عكس الفكرة الواسعة الانتشار، أن نجاح التعلمات يسبق التحفيز وليس العكس.

وهذا ما يجعل مهنة المدرس تسير في اتجاه الانتقال من مهنة فردية إلى مهنة جماعية، حيث أصبح العمل في مجموعات ضروريا لمواجهة مختلف المتطلبات والمستجدات.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال