شعراء البادية في بداية الإسلام.. أضعف الناس تهيؤا للايمان العميق الثابت. اعتبار أبي خراش الهذلي القيود التشريعية للإسلام قيودا وسلاسل

كان شعراء البادية أقل الناس تشبثاً بالدين، وكانوا أسرع الناس ارتداداً عن الإسلام.

لذا خصّهم القرآن الكريم بأكثر من وصف {الاعرابُ أشدُّ كفراً ونفاقاً}، وكقوله تعالى:{قالت الأعراب آمناً قلْ لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم}.

وحكمُ الله تعالى أكثر انطباقاً على شعراء البادية، لأنهم أضعف الناس تهيؤا للايمان العميق الثابت.

وأخبار هؤلاء الشعراء تدلّ على أن نفسياتهم لم تنفعل بالدين من أعماقها، فأخذوا في أشعارهم يحنون إلى الجاهليّة.

فمن ذلك قولُ أبي خّراش الهذلي، الذي كان صعلوكاً فاتكا ثمّ جاء الإسلام، وأسلم  ولم يَرَ في قيوده التشريعية الاّ قيوداً وسلاسلَ، يقول:

فلـيس كعهد الدّارِ يا أمّ مالك -- ولكـنْ أحاطتْ بالرقابِ السّلاسلُ
وعادَ الفتى كالكهل ليس بقائلٍ -- سوى الحقّ شيئاً فاستراح العواذلُ
أحدث أقدم

نموذج الاتصال