صيحات الجوع والفقر والحرمان في أشعار الصعاليك.. عدم الاكتفاء بالشكوى اللسانية واللجوء إلى الثورة الدامية

تتردّد في أشعار الصعاليك صيحات الجوع والفقر والحرمان، ولم يكتفوا بالشكوى اللسانية، بل لجأوا إلى الثورة الدامية.

وقد جسد الشنفرى الأزدي حالة الجوع هذه، بخلق المعادل الموضوعي فيتخذ الذئاب بديلا عن ذاته، فقد غدا ذئبا جائعا، يعاني ما تعاني:
وأغدو على القوت الزهيد كما غدا -- أزل تهاداه التنائف أطحل
غدا طاويا يعارض الريح هافيا -- يخوت بأذناب الشعاب ويعسل
فلما لواه الجوع من حيث أمّـه -- دعا فأجابته نظائر نحل
مهلهلة شيب الوجوه كأنها -- قداح بكفي ياسر تتقلقل
أو الخشرم المبعوث حثحث دبره -- محابيض أرداهن سام معسل
مهرته فوه كأن شدوقها -- شقوق العصي كالحات وبسل
فضبجّ وضجت بالبراح كأنها -- وإياه نوح فوق علياء ثكل
وأغضى وأغضت واتسى واتست -- مراميل عزاها وعزته مرمل
به شكا وشكت ثم ارعوى بعد وارعوت -- وللصبر إن لم ينفع الشكو أجمل
وفاء وفاءت بادرات وكلها -- على نكظ مما يكابد مجمل
أحدث أقدم

نموذج الاتصال