الجامعة الافتراضية.. انتشار جامعات التعليم عن بعد والتعلم المفتوح والتعليم الافتراضي وإلزامية التوسع في استخدام تقنيات التعليم لتحسين التعليم وجهاً لوجه



حتى سنوات قليلـة، لـم تكـن مفاهيم التعليم العالي بلا حدود (Borderless Higher Education), والمدينة الجامعية الإلكترونية أو الافتراضية (Electronic or Virtual Campus)، والجامعة الافتراضية (Virtual University)، وجامعة الإنترنت (Online University) وغيرها شائعة في أوساط التعليم الجامعي والعالي، ولكنها ظاهرة حديثة تزامنت مع التنامي المتسارع في إمكانات تقنية المعلومات والاتصال خصوصاً تقنية الإنترنت وتطبيقاتها على الشبكة العنكبوتية في أواسط وأواخر التسعينات الميلادية في القرن الماضي (Epper & Garn, 2004, p.1).

وبرغم اختلاف أهداف ونماذج الجامعات الافتراضية، إلا أن هذا المفهوم يستقطب حالياً اهتماماً متزايداً من قبل العديد من الحكومات ومؤسسات التعليم العالي في دول متقدمة ونامية على السواء.

إن مراجعة سريعة للأدبيات خصوصاً التي تناولت دراسات حالة للجامعات الافتراضية (e.g. Farrell, 1999, Masson, 1999 Dutton, 2003, OBHE, 2004) تبين النمو الهائل في مبادرات التعليم الجامعي الافتراضي.

ففي عام 2000م درس أكثر من (70) مليون شخص في قطاعات التعليم والتدريب بوساطة الانترنت (Cisco Systems, 2000, cited in: Morrison, 2003).

وفي العام 2001م قدمت كليات وجامعات وشركات في (130) دولة أكثر من (50.000) مقرر للتعليم عن بعد بأساليب متنوعة من بينها التعلم الإلكتروني (Dumort, 2002, p.29: الصالح، 2005م).

أما في العام 2001م-2002م فقد درس أكثر من (350.000) طالب في الولايات المتحدة من خلال تعلم جامعي افتراضي بالكامل للحصول على درجات علمية، كما أن سوق التعليم عن بعد الذي يقدم درجات علمية بوساطة الإنترنت ينمو بنسبة (40%) سنوياً (Gallagher & Newman, 2002, p.1 )، و حتى الجامعات المرموقة بدأت تقدم برامج أكاديمية افتراضية.

جامعة هارفارد (Harvard)، على سبيل المثال, حققت حوالي (150) مليون دولار من عائدات برنامج التعليم عن بعد الذي يخدم حوالي (60.000) طالب وطالبة متفرغين جزئياً (Janeck, 2001, p.13).

وتقدر مؤسسة البيانات الدولية أن حوالي مليوني طالب درسوا مقررات جامعية على الإنترنت في الولايات المتحـدة، ويتوقع أن يرتفع هـذا الرقـم إلى (6) ملايين طالب في العام 2006م؛ ومن جهـة أخـرى، أسس الاتحـاد الأوروبي خطـة إلكترونيـة بعنـوان "جامعات القرن الحادي والعشرين"، وهي عبارة عن ائتلاف جامعات أوروبية لنقل التعليم الجامعي إلى الطلاب في أسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية رصد لها (13.3) بليون دولار (Heeger, 2002, p.2).

حالياً, ربما يصعب الإشارة إلى دولة ما في العالم أجمع تقريباً لا يوجد فيها نوع أو آخر من أنظمة التعليم عن بعد، فقد انتشرت جامعات التعليم عن بعد والتعلم المفتوح والتعليم الافتراضي في أغلب الدول من أقصى العالم في استراليا إلى أسيا وإفريقيا ومن أوروبا إلى الأمريكيتين.

كما بدأت العديد من الجامعات تدعم إلزامية التوسع في استخدام تقنيات التعليم لتحسين التعليم وجهاً لوجه، وكذلك تقديم مقررات كاملة على الإنترنت، إضافة إلى أن عدد الطلاب الراغبين في الدراسة بوساطة الإنترنت ينمو بشكل كبير (Forenzo, et al.,  ,2002,p.5).


ليست هناك تعليقات