الخمريات في الشعر العباسي.. شيوع الخمرة وتوسع مجالسها وكثرة حاناتها وزيادة الإقبال عليها بعد توسع مجال الحرية

الخمريات فنٌ أدبيٌ ليسَ بجديدٍ على العصر العباسي، وإنما هو قديم ابتدأ بهِ قبلَ الإسلامْ، ومن أبرزهم الأعشى في وصفِ الخمرة.

ولما جاء الإسلام أمر بتحريمها وحدّ شاربيها، ولذا قلت معاقرتها إلا من نفرٍ قليل، في العصر الاموي قرع كؤوسها عددا من الشعراء.

في العصر العباسي – بترفه، ولهوه، ومجونه وانفتاحه – شاعت الخمرة، وتوسعت مجالسها، وكثرت حاناتها، وزاد الإقبال عليها، ويبدوا أن الحرية وراء هذا الإقبال، وقد شربها أكثر الخطباء،

أول شاعر خصص الخمرة بشعره هو أبو الهندي غالب بن عبدالقدوس، فقد كان يحب الخمرة ويبكي لفراقها، ويحن إليها حنين الفطيم إلى الرضاع، فهاهو يقول إن أبطأ عن شربها مدّة:
أديرا عليّ الكأس إنّي فقدتها -- كما فقد المفطوم درّ المراضعِ

و لقد استقى أبو نواس كثيراً من المعاني في وصف الخمرة من أبي الهندي، و تطور شعر الخمرة علي يديه، حتى عد زعيم  شعراء الخمريات.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال