رغم ظهور الشعر الحر، أو شعر التفعيلة بقت القصيدة العربية التقليدية الشكل، ولكنها متجددة في أفكارها ومعانيها، وصورها، وألفاظها بقيت لها شعراؤها وقراؤها ومحبوها، بل وحافظت على مكانتها أمام هذا التيار التجديدي.
وأصبح مقياس التمايز بين النوعين هو قدرة الشاعر على التعبير عن معاناته الحقيقية للواقع الذي تعيشه الإنسانية، وما تحويه القصيدة من الطاقات التعبيرية التي تشارك في خلقها كل القدرات والإمكانيات الإنسانية مجتمعة وبشكل القصيدة التي يريد، وتمنحه القدرة على التعبير بحرية مطلقة ليصل إلى تحقيق الغرض الذي يتحدث عنه.
والشاعر الناجح هو الذي يستطيع التوفيق بين اللونين من الشعر، فقدراته الكتابية تأهله للتعبير عن ذاته، وخوالج نفسه، ونقل تجربته إلى المتلقين بوساطة القصيدة العمودية، أو قصيدة الشعر الحر، على الرغم أن نظم القصيدة العمودية قد يكون أكثر سهولة من قصيدة شعر التفعيلة (الشعر الحر).
وقد مارس معظم الشعراء المحدثين كتابة النوعين، وكثير منهم استطاع أن يوازن بين عدد قصائده التي كتبها على صورة القصيدة العمودية، وبين قصائده التي كتبها على شكل القصيدة الحرة.