في زمن السلطان محمد خدابنده مدت الدول الاوربية جسور الصداقة مع ايران وبما ان جيوش الدولة العثمانية كانت تحرز انتصارات باهرة في اغلب المواقع فان تمتين العلاقة ما بين الدول الاوربية والدولة الصفوية كانت تأخذ شكلا استراتيجيا لكلا الطرفين.
ففي سنة 991 للهجرة (1583م) تم توكيل خرانواماسكارنيا (نائب السلطنة في الهند) بارسال ممثلٍ عن اسبانيا والعالم المسيحي لتحريك الشاه بالاستمرار في محاربة الدولة العثمانية. ووكل لهذا الوفد ايضا مطالبة السلطان الإيراني بإعطاء حريات أكثر للمسيحيين في اداء طقوسهم الدينية وكذلك تمتع التجار المسيحيين لامتيازات اكبر.
نظرا لمعرفة المدعو سيمون دمورال اللغة الفارسية فقد تم ترشيحه من قبل القس اللكس دومنس قسيس (كوا) من فرقة (كوستن) لانجاز هذا المهام فتم الاتفاق على سيمون دومورال للسفر الى ايران وايصال رسالة فليب الثاني ملك اسبانيا الى شاه ايران محمد خدابنده.
تحرك هذا السفير بتاريخ 15 فبراير سنة 1583 من كرا وبعد شهرين استطاع الوصول الى قزوين.
وقد قام الشاه باستقبال شعبي حار لهذا السفير . ونظرا لمعرفة السفير اللغة الفارسية فانه استطاع ان يوصل الى الشاه كافة مطاليبهم دونما الحاجة الى وسيط او مترجم ، وقد ابدى الشاه اهتماما خاصا بالمبعوث المسيحي وبعد اداء مهام تسليم رسالة ملك اسبانيا فان الشاه خدابنده دعاه الى قصره وطلب منه تعليم ابنه الرياضيات وعلم الفلك !! .
لقد اثمرت جهود الملك الاسباني لدى الدولة الايرانية بسرعة ، اذ قام الشاه بطرد وفد الدولة العثمانية والذين قدموا من اجل عقد اتفاقات تجارية وتقوية العلاقة بين الدولتين.
ولم يكتفِ الشاه بذلك بل حاول ارسال سفراء الى الدول الاوربية لحثها على محاربة الدولة العثمانية ، واختار السفير الايراني مرافقة السفير الاسباني من اجل الاستفادة منه في حث الدول الاوربية للتعاون المشترك في محاربة الدولة العثمانية
انطلق السفيران من جزيرة ( كوام) مع ان السفينة قد انتخب لها اسم (السفرة الامنة) الا انها غرقت وغرق معها السفيران وذهبت الرسائل مع اصحابها الى أعماق البحار.