بعد انتشار خبر وفاة (الشاه اسماعيل) أعلن اخوه المدعو محمد ميرزا نفسه سلطانا على ايران وذلك بتاريخ 186 للهجرة وحظي بالقبول من قبل رؤساء القزلباشية وكبار القوم وسمي بـ محمد خدابنده.
وعلى جبهات القتال وإثر وفاة الشاه اسماعيل الثاني وجه القائد العثماني عثمان باشا قواته إلى منطقة قراباغ وشيروان واستطاع السيطرة على تلك المناطق وبالمقابل ارسل الشاه محمد خدابنده ابنه الكبير المسمى بـ حمزة ميرزا لرد الهجوم العثماني حيث استطاع السيطرة على المناطق المذكورة واسترجاعها من يد العثمانيين. وفي سنة 989هـ رفع رؤساء القزلباشية الذين كانوا حول الامير عباس ميرزا في خراسان علم العصيان ضد الشاه محمد خدابنده وقد اراد احدهم المدعو "علي قولي خان" بمناداة الامير عباس ميرزا سلطانا وقام بضرب اسمه على السكة.
فارسل الشاه المدعو محمد حمزة ميرزا على رأس جيش الى خراسان الا ان هذا الجيش لم يوفق في اخماد الثورة فاضطر الشاه ان يقود حملة بنفسه سنة 991 هـ للسيطرة على هرات التي كان قد سيطر عليها ابنه الامير عباس وتعرضت في الوقت نفسه منطقة شيروان الى هجوم العثمانيين واستطاعوا أحكام السيطرة عليها مما اضطر السلطان محمد خدابنده ان يرفع الحصار عن هرات ويتوجه الى دفع العثمانيين في الغرب بينما بقي حمزة ميرزا محاصرا لهرات، وعندما رأى عباس ميرزا انه لا يستطيع مقاومة الحصار تقدم بالصلح الى حمزة ميرزا فاتفق الاخوان على عدم ادعاء السلطنة ما دام ابوهما على قيد الحياة . واتفق الطرفان على بقاء خراسان وهرات بيد عباس ميرزا فيما بقيت عراق العجم تحت سيطرة حمزة ميرزا وبذلك خفت الصراع الدائر بين الاخوين ورجع حمزة ميرزا الى قزوين ليساعد أباه في رد عثمان باشا القائد العثماني عن الحدود الغربية.
وقد وقعت المعركة الفاصلة بين حمزة وعثمان باشا في تبريز سنة 993 هـ وانجلت الواقعة عن انكسار الجيش العثماني .
وفي سنة 994 تآمر عدد من الامراء التركمان وقبيلة الافشار واستطاعوا قتل الابن الاكبر للسلطان محمد خدابنده بالقرب من مدينة كنجة ورشحوا للسلطنة أخاه أبا طالب ميرزا وقد تحرك اثر هذه الحادثة الامير عباس ميرزا من مشهد متوجها صوب قزوين واستطاع الوصول الى قزوين قبل ان يقترب اتباع أبي طالب من هدفهم ، سارع مرشد قلي خان وعدد من أمراء القزلباشية بإعطائه لقب “ الشاه عباس “ واجلسوه على سدة العرش مما اضطر السلطان محمد خدابنده لقبول الامر الواقع وتسليم السلطنة لابنه.