استهلاك النص الإبداعي في الوطن العربي.. الهم المبحوث عنه والضائع والذاكرة المقموعة والهم الديمقراطي المفقود

إن الروائي العربي اليوم، يعرف وقبل أي وقت مضى، بأن قارئ النص (المحتمل) الذي ينتجه والوعي الممكن الذي يشده عبر تقديم امتلاك معرفي للواقع في مقابل "الوعي الزائف" المهيمن.
يعرف، إذن، بأن قارئه المحدود يصبو إلى أفق انتظار سياسي.

وهكذا فبعد أن يطرح الروائي الجزائري الدكتور واسيني الأعرج التساؤل التالي: "من الذي يستهلك الرواية؟ وضمن أي شروط؟ وأين يقع فعل القراءة"؟

يجيب قائلا:
استهلاك النص الإبداعي في الوطن العربي تتم داخل علاقة مبنية على كم مهول من الذاكرة المقموعة التي حين تنظر إلى النص لا تنظر إليه خارج سياق الهم الديمقراطي المفقود وعملية القراءة ليست حيادية.

فهي تتم داخل هذه الشبكة المعقدة من العلاقات السياسية التي تتسيد على الحركة الاجتماعية.

فهي (القراءة) ترفض كل مايخرج عن هاجسها السياسي، حتى ولو كانت أدواته الإيصالية راقية ومؤثرة، وتقبل بالأعمال التي تضع الإشكال السياسي على رأس اهتمامها، حتى ولو كانت بنية النص من حيث أدواته الجمالية تحتاج حتما إلى إعادة نظر دقيقة" بين الذات الكاتبة (الروائي العربي) والذات القارئة (sujet-lecteur) يبقى الهم المبحوث عنه والضائع: الهم الديمقراطي المفقود، وبينهما يرتسم إرث الذاكرة المقموعة، هناك حيث يركن شرطي الرقابة العربية بين المخيخ والبصلة السيسائية ويجعل فعل تحقيق الرغبة والإرادة كقوة مؤكدة للوجود الذاتي يقتل في مهده.

ويبقى القاسم المشترك بين الذاتين: الذاكرة المقموعة والهم الديمقراطي المفقود.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال