شمال العراق مركز الخطر الصهيوني.. التهيئة اللوجستية والأمنية والعسكرية لتدمير العراق

كشفت العديد من الصحف الغربية بالصور ما تقوم به الشركتان الأمنيتان "الإسرائيليتان" (Introp) و( Colosseum) بتدريب مليشيات لاستخدامها للتصدي للمقاومة العراقية المناهضة للاحتلال الأمريكي الصهيوني للعراق، وبنى مرتزقة الشركتين في الشمال العديد من المنشآت العسكرية لصالح المليشيات و"الموساد" الصهيوني.
كما كان للمرتزقة الصهاينة الدور الهام في التهيئة اللوجستية والأمنية والعسكرية لتدمير العراق واحتلاله من خلال وجودهم في الشمال منذ عام 1991، وبعد فرض الحظر الجوي على النظام العراقي بالاستطلاع الجوي لما يجري في الشمال، وفرض الحصار على العراق. ونقلت شركة (Tsahal) الصهيونية مرتزقتها من الضباط بعد الحظر الجوي إلى الشمال عن طريق مطار جيبوتي للتمويه، لإنشاء مواقع للمرتزقة الصهاينة لاحتلال العراق وتدميره.
بعد استكمال الاحتلال الأمريكي للعراق عزز الصهاينة وجودهم العسكري في صيف عام 2004، في معسكرات البيش ـ مركة بإرسال مئات العسكريين الصهاينة، حيث يقومون بتدريب عناصر لتكوين جيش كردي.
وقد أثار هذا الوجود الصهيوني في شمال العراق تركيا، مما دفع وزير خارجيتها السابق، ورئيس جمهوريتها الحالي عبد الله غول إلى أن يصرح في 26 حزيران 2004 للصحف قائلاً: "قامت تركيا بإبلاغ إسرائيل قلقها بشأن التقارير التي تحدثت عن تحركات إسرائيلية شمال العراق، وتؤكد أنقرة أنها لا تقبل بأي تحرك يؤدي إلى تجزئة العراق، لأن ذلك ينطوي على مخاطر كبيرة".
فهناك شعور تركي بالخطر من فصل الشمال العراقي لأنه سيشكل تهديداً للدولة التركية في حال إعلان الكيان الكردي، والطلب بضم جنوبها الشرقي الذي يضم غالبية كردية إليه.
وأكدت الحكومة التركية على وحدة أرض العراق على لسان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للصحيفة الإيرانية "همشهري" في الأول من آب 2004: "تؤكد تركيا موقفها بضرورة بقاء العراق موحداً، وهي تحذر من العواقب الوخيمة للتغلغل الإسرائيلي في شمال العراق، ولن تقف تركيا مكتوفة الأيدي تجاه هذا الخطر الذي سيخلق مشكلات جديدة في المنطقة".
ووفق المعلومات العراقية المقاومة، توجد اليوم مكاتب "الموساد" في شمال العراق برعاية حكومة كردستان في أبنية فخمة في مدينة (عقره)، وفي مصيف (جمجمال) وفي مصيف (سره رش) وهي مقر "رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني".
ونشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية في 12 حزيران 2004 مقالة لـ(سيمور هيرش) ذكر فيه: أن الأهداف "الإسرائيلية" من وجودها في المنطقة الشمالية، هي بناء قوة عسكرية كردية لتعويض قوة المليشيات المسلحة في العراق، ولخلق قاعدة في إيران للتجسس على المنشآت النووية". وبثت قناة (BBC 2( شريطاً عن مدربين "إسرائيليين" وهم يقومون بتدريب الجنود الأكراد.
وذكرت تقارير صحفية أوربية نشرتها وكالات الأنباء في 3 تشرين الأول (أكتوبر) 2007 نقلاً عن المخابرات الفرنسية وجود (1200) عنصر من عملاء "الموساد" والمخابرات العسكرية الصهيونية منذ عام 2004 يقومون بتدريب عناصر (البيش مركة) لإدارة إقليم كردستان في مدينتي أربيل والسليمانية، ومن التدريبات الخطرة التي يدربها "الموساد" والمرتزقة الصهاينة، هو تدريب نوعي لبعض العناصر لكي يتحولوا إلى عملاء للكيان الصهيوني، يتم بعدها دسهم في التنظيمات العاملة في المنطقة، والتجسس على المحيط الإقليمي.
وذكرت مصادر عراقية أن من أخطر الأعمال التي تقوم بها مكاتب "الموساد"، تسهيل عودة اليهود الأكراد إلى الشمال، وقدرت المصادر أن خطة "الموساد" استيطان (200) ألف يهودي كردي في شمال العراق.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال