كنت أسمع كثيراً وأنا في مراحل العلم الأولى أن المؤمن يجب أن يكون خائفاً راجياً، خائفاً من العذاب وراجياً رحمة الله وفضله في الجنة والمغفرة... وكان يقرع آذاني كسائر المتعلمين للعلم الشرعي- الآيات والأحاديث في ذلك: آيات الوعد والوعيد، وأحاديث البشارة والنذارة... ولكني كنت ككثـير من الناس أغلب الرجاء على الخوف، والطمع على الرهبة!! ثم اكتشفت أخيراً أن هذا من التغرير!! وعلمت يقيناً بعد ذلك أن الخوف يأتي أولاً، ويستمر أبداً، ومن لا يخاف الله على الحقيقة فهو خارج عنمسمى الإيمان..
وقد وصلت إلى ذلك بعد أن علمت يقيناً أن أهل الإيمان جميعاً يخافون، فالملائكة وهم خير عباد الله يخافون معصية الله، والرسل وهم صفوة الله قد كانوا في خوف دائم من عذاب الله، وأن خيار أهل الإيمان كانوا في خوف وإشفاق دائم من العذاب!!
وأنه لا أمن للمؤمن إلا بعد دخول الجنة، وقول الله سبحانه وتعالى لأهلهما [إني أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً] وأما قبل ذلك فلا.
التسميات
دين