المدرسة وعلاقتها بالسلطة الأجنبية وتكريس واقع التخلف والتبعية وتوجيه المنظومات التعليمية



بحكم واقع التخلف والتبعية (الإرادي أو المفروض) ومخلفات الصراع الدولي، وبحكم تفوق وقوة الآخر(الغرب أساسا)، لم يعد خفيا تدخل السلطة الأجنبية في هندسة وتوجيه المنظومات والمؤسسات المجتمعية للدول التابعة أو الخاضعة، بطريقة مباشرو أو غير مباشرة، وذلك من خلال عدة أشكال وميكانيزمات للتدخل والتحكم، سواء كانت مؤسساتية (سياسية أو اقتصادية أو علمية...) أو من خلال الخبراء والاتفاقيات الدولية و الثنائية، التكوين والمساعدات... ومن خلال أشكال التدخل/التحكم هذه، فإن وضعنا ألعلائقي، فيها، غالبا يبقى ضعيفا واتكاليا وتبعيا (كعلاقة الطفل المعاق بالأب القوي).

وكما رأينا ذلك، سابقا، فإن السلطة/السلط الأجنبية تتسلل دائما وباستمرار إلى مختلف منظوماتنا ومؤسساتنا المجتمعية:السياسية والاقتصادية والاتنو-ثقافية والتربوية.

ويمكننا أن نتلمس وجود السلطة الأجنبية في المدرسة في:

- العمل على الانتقال بالمدرسة، وظيفيا وبنيويا، من المنظومة التقليدية إلى أخرى عصرية/حداثية حسب النموذج الغربي الرأسمالي والليبرالي أساسا.

- اعتماد المرجعيات البيداغوجية والتربوية الغربية(معرفة وتنظيما)، مثل استيراد بيداغوجيا الأهداف، ثم بيداغوجيا الكفايات، بل أغلب مرجعياتنا المعرفية التربوية واللغوية هي غربية الأصل.

- تنفيذ توجيهات وتوصيات بعض المؤسسات الدولية(اليونسكو، صندوق النقد الدولي...).

وإن كنا، مبدئيا، لسنا ضد عمليات النثاقف البين-إنساني، وتبادل الخبرات المعرفية والعلمية بين الشعوب، وذلك باعتماد ما هو إيجابي في التراث الثقافي والمعرفي الإنساني، إلا أنه وجب التحلي باليقظة الإيديو- معرفية والسياسية، وذلك بإعمال الفكر النقدي والمصلحة الوطنية أولا وقيل ككل شيء؛ خصوصا عندما يكون الآمر يتعلق بالمنظومة المدرسية/التعليمية.

وذلك من أجل مدرسة مواطنةومستقلةوعلمية وإنسية.وهذا الهدف/المشروع لن يتحقق غلا إذا جعلنا المدرسة تبتعد عن الأطماع والصراعات الإيديولوجية الضيقة (الطيقيةأو الفئوية أو الإمبريالية) وأن تصبح المدرسة كسلطة معرفية-علمية ومكان اجتماعي لثقافة الوحدة المواطناتية والإنسية.