القرقوبي.. الإرهاب الذي يكتم أنفاس الشباب. تخلي الأسر عن أبنائها المدمنين الذين يغرقون في دوامة لا قرار لها



يقول المثل المغربي «ماكايحس بالمزود غير اللي مخبوط به». مثل يصور الحالة التي تعيشها المئات من الأسر المغربية بسبب وجود مدمن على المخدرات أو أكثر بين أفرادها.

فغالبية أفراد هذه الأسر يعانون في صمت ويصبرون على «شر هذه البلية» التي أصيب بها فرد من أفرادها»، دون أن تقدم لهم الدولة أي مساعدة تذكر لعلاج أبنائهم المدمنين.

وهو الأمر الذي يجعل معظم هذه الأسر تتخلى عن أبنائها المدمنين الذين يغرقون في دوامة لا قرار لها (الشارع وحيطان الأزقة، مراكز الشرطة، السجن...).

- الحالة 1 تتحدث أمي عائشة التي تقطن في دوار البيه بمقاطعة عين السبع قائلة: «راه أنا تنتكلم نيابة عن نساء الدوار.. راه احنا تنعيشو في العذاب بالليل وبالنهار.. وليداتنا ضاعوا، لمضاربة بالليل، المخدرات تتباع في الدوار، وحتى احد ما كيتكلم.. عتقونا واعتقوا دوك الشباب اللي ضاعوا وكاييضيعوا حيث كايأكلوا القرقوبي وكايشربوا الشراب...».

- الحالة 2 أسرة فقيرة في أحد كاريانات سيدي مومن، أب طاعن في السن لا عمل قار له، وأم تشتغل في البيوت، وطفلة لم تتجاوز ربيعها الخامس عشر مدمنة على الحبوب المهلوسة وجميع أنواع المخدرات، تهيم في الليل مع المنحرفين.. والأسرة فقيرة لا تملك قوت يومها لمعالجة فلذة كبدها...

- الحالة 3 أسرة فقيرة في البرنوصي: الأب مدمن على الخمر، الابن مدمن على الحبوب المهلوسة، والأم «كاتقاتل» كي تحافظ على بيتها، وتصبر على تخلي الزوج عن واجباته الأسرية وعلى عنف ابنها العاطل عن العمل والمدمن على شتى أنواع المخدرات.

وسط هذا العذاب تصاب الأم بسرطان وتلازم المستشفى للعلاج، ومع ذلك فهي دائما تتعرض للتعنيف من طرف ابنها المدمن...


المواضيع الأكثر قراءة