إن الحرب الإرهابية الصهيونية الدموية ضد غزة وما رافقها من قتل ودمار ترافقت بحرب نفسية مدروسة ومتقنة. لكن الأهداف التي وضعها قادة الكيان الصهيوني لحربهم الهمجية على الصعيد العسكري والسياسي فشلت، وترافق ذلك مع فشل ذريع للحرب النفسية ودراسة السبب في فشل الحرب النفسية تؤدي حتماً إلى السبب أو على الأقل أحد الأسباب التي أدت إلى الفشل السياسي والعسكري، وهو في عنوانه العريض يعكس فشلاً تاماً للعدوان بفضل استمرار الصمود والمقاومة الفلسطينية والتفاف الشعب الفلسطيني من حولها، والإيمان بالنصر والعقيدة الراسخة والصمود النفسي والإصرار على المقاومة، بل والإصرار على البقاء ومواجهة المحتل، إضافة إلى العوامل الأخرى التي سعت المقاومة جاهدة في الفترات التي سبقت العدوان إلى ترسيخها استعداداً لمعركة كانت قادمة لا محالة، ومن الطبيعي أن نجاح المقاومة كان نتيجة حتمية لهذا الاستعداد وهذا الإيمان. وحفاظاً على الموضوعية نذكر أن الدعاية الصهيونية لم تكن صوتاً أجوف في صحراء، بل وجدت آذاناً مصغية، وألسنة تكرر ما تقوله هذه الدعاية، وهؤلاء ليسوا سوى جماعة ممن باعوا أنفسهم للشيطان، وتركوا خندق الشعب والمقاومة إلى خندق أعداء الإنسانية، ولم يكونوا مستعدين إلا لسماع صوت الصهاينة وتأثيراتهم.
لكن أهل غزة أطفالاً ونساء وشيوخاً ومقاومين، لم يسمعوا إلا نداء ضمائرهم، ولم تحرك مشاعرهم إلا راية العزة والنصر، وكما كان لهم صمود في وجه آلة العدوان العسكرية والحرب النفسية المعادية فإنهم امتلكوا أسلحتهم الخاصة واستخدموا الحرب النفسية المقاومة في وجه العدو وسنتعرف على بعض ملامح هذه الحرب.
التسميات
حرب نفسية