شرح وتحليل: وكانَ طَوَىَ كشحًا على مُسْتَكِنّةٍ + فَلا هُوَ أبْدَاها وَلَمْ يَتَقَدّمِ



وكانَ طَوَىَ كشحًا على مُسْتَكِنّةٍ + فَلا هُوَ أبْدَاها وَلَمْ يَتَقَدّمِ

  • الكشح: منقطع الأضلاع، والجمع كشوح، والكاشح المضمر العداوة في كشحه، وقيل بل هو من قولهم: كشح يكشح كشحًا إذا أدبر وولى، وإنما سمي العدو كاشحًا لإعراضه عن الود والوفاق، ويقال: طوى كشحه على كذا أي أضمر في صدره.
  • الاستكنان: طلب الكن، والاستكنان الاستتار، وهو في البيت على المعنى الثاني. فلا هو أبداها أي فلم يبدها. ويكون لا مع الفعل الماضي بمنزلة لم مع الفعل المستقبل في المعنى، كقوله تعالى: {فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى} [القيامة: 31] أي فلم يصدق ولم يصلِّ، وقوله تعالى: {فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَة} [البلد: 11] أي لم يقتحمها.
وقال أمية بن أبي الصلت: [الرجز]:
إن تغفر اللهم فاغفر جَمَّا + وأي عبد لك لا أَلَمَّا
أي لم يلم بالذنب. وقال الراجز:
وأي أمر سيء لا فعله
أي: لم يفعله.

الشرح:

  • يقول: وكان حصين أضمر في صدره حقدًا وطوى كشحه على نية مستترة فيه ولم يظهرها لأحد ولم يتقدم عليها قبل إمكانه الفرصة.
  • يقول: لم يتقدم لما أخفى فيجعل به، ولكن أخره حتى يمكنه.

التحليل:

  • المعنى: يصف الشاعر شخصًا طوى حقدًا في صدره على شخص آخر مستتر، ولم يظهره ولم يتقدم عليه قبل إمكانه الفرصة.
  • الأسلوب: أسلوب تشبيهي، حيث شبه الشاعر الحقد الذي طواه الشخص في صدره بكشح (أي: جانب من الجسم)، وشبه الشخص المستتر الذي طوى عليه الحقد بمستكنة (أي: شخص مستتر).
  • الصورة الشعرية: صورة حقد مكتوم، حيث عبر الشاعر عن الحقد المكتوم في النفس بأسلوب تشبيهي دقيق، مما أضفى على المعنى قوةً وتأثيرًا.
  • القيمة: تُجسّد هذه الأبيات قيمة الصبر على المكايدة، حيث يُظهر الشاعر كيف أن الشخص الذي طوى حقدًا في صدره لم يتقدم عليه قبل إمكانه الفرصة، مما يدل على صبره وحسن تدبيره.


ليست هناك تعليقات