مزايا الطريقة الأبجدية الحرفية أو الهجائية والطريقة الصوتية (الأسلوب الصوتي) لتدريس القراءة



مزايا الطريقة الأبجدية الحرفية أو الهجائية و الطريقة الصوتية (الأسلوب الصوتي) لتدريس القراءة:

1- أنهما بسيطتان سهلتان في التعليم، فالحروف محدودة في عددها، بسيطة في شكلها، ولكل حرف منها صوت ثابت لا يتغير، وكل هذه الأشياء تجعل من السهل على المتعلم أن يحفظ أشكال الحروف، وأن يربط بينها وبين أصواتها.
2- أنهما تتدرجان بالمتعلم تدرجا طبيعيا من الحروف إلى الكلمات ثم إلى الجمل.
3- أنهما تمكنان منذ البدء من إتقان الحروف ، وبذا تضعان الأساس الذي يساعد القارئ على تعرف أي كلمة تقابله، وهذا يوفر عليه فيما بعد الوقت والجهد الذي يبذله في تعرف الكلمات التي تمر به.

مآخذ على الطريقة الأبجدية الحرفية أو الهجائية والطريقة الصوتية:

كما أن عليهما مآخذ تتمثل في:

1- مخالفة الطريقة الطبيعية لإدراك الأشياء:

أنهما لا تتمشيان مع الطريقة الطبيعية التي يدرك بها الإنسان الأشياء لأول وهلة فكلتاهما تبدأ بالجزء وهو الحرف ثم تنتقل إلى الكل وهو الكلمة، على حين أن الإنسان في إدراكه للأشياء يبدأ بالكل ثم ينتقل إلى الجزء: فرؤية الإنسان للأشجار والمباني والمناظر تكون كلية فإذا أمعن النظر أدرك الأجزاء.
وهذا هو الحال في إدراك الإنسان للأفكار فيدرك كليات الفنون ثم تظهر له التفاصيل عند إعادة قراءتها مثلا.

وهناك ناحية أخرى في هاتين الطريقتين تتناقضان مع عملية الإدراك، وهي ناحية المعنى، وذلك أن الحروف في حد ذاتها ليس لها معنى عند المبتدئ في تعليم القراءة، ومن الجائز أن يكون لها معنى عند المعلم تكون بعد معرفته لقدر كبير من الكلمات، وأنها مركبة من أصوات ولكل صوت منها رمز مكتوب يدل عليه.

أما المبتدئ فليست عنده هذه المعرفة.
ومن هنا فإن الطريقتين الأبجدية والصوتية تقومان على أساس مطالبة المتعلم بإدراك أشياء لا معنى لها بقصد الوصول إلى أشياء لها معنى.
ومن المعروف أن الإنسان في إدراكه للأشياء لا يدرك كليتها فحسب ما لم يكن لها معنى ولذلك يشبه المسميات والعبادات التي يسمعها بأشياء مألوفة لديه لها معنى.

وهنا نخلص إلى أن هاتين الطريقتين تسيران عكس الطريق الذي يسير فيه المتعلم فتتجه به من الكلية إلى الجزئية ومن أشياء ليس لها معنى إلى أشياء لها معنى وهذا يتنافى وإدراك المتعلم و يكلفه وقتا أطول وجهدا أكبر مما لو ساير طبيعة عملية الإدراك.

2- الاهتمام بالشكل وإهمال المعنى:

أن هاتين الطريقتين تجعلان المتعلم يهمل المعنى ويهتم بالشكل، فبدايتها بتعليم الحروف ونطقها عنده معرفة الكلمة والجملة ويأتي بعدهما المعنى والفهم، وهذا أساس غير سليم لأن المتعلم في ظل هاتين الطريقتين يتكون عنده الميل إلى تجزئة الكلمة عند القراءة.

ومن ثم الاهتمام بشكلها ونطقها دون الالتفات إلى معناها.
وهو أمر يلاحظ على معظم الذين تعلموا بهاتين الطريقتين في قراءتهم للجملة كلمة كلمة، والكلمة حرفا حرفا.
وكثرة التردد والبطء في القراءة عامة وعند سؤالهم استمهلوك حتى يعيدوا القراءة فكأن الشكل له قراءة والمعنى له قراءة أخرى، وهذا نتيجة طبيعية للطريقة التي تعلموا بها للقراءة.

3- الافتقار إلى عنصر التشويق:

تفتقر هاتان الطريقتان إلى عنصر التشويق، فلا قدرة لهما على إثارة دوافع المتعلم، ولا تستفيدان من نشاطه التلقائي، وقد يعود هذا العيب إلى انعدام عنصر المعنى الذي سبق ذكره وتتسمان بالبطء وتتطلبان جهدا من المعلم والطفل على السواء.
إضافة إلى قتلهما لما عند المعلم من رغبة وتبديد ما عنده من طاقة حيوية يمكن بذلها في هذا السبيل.


0 تعليقات:

إرسال تعليق