تضاريس الدرجة الأولى.. القارات تمثل الأجزاء المرتفعة من تضاريس الدرجة الأولى والأحواض المحيطية تمثل الأجزاء المنخفضة منها



تبلغ مساحة الارض حوالي 510230000 كم 2  تحتل المحيطات حوالي 365190000 كم2 منها.
ويوجد في المحيطات الحالية كمية هائلة من المياه التي لم تشغل احواضها فقط بل طغت على الارصفة القارية مغطية مساحات تقدر بـ 25900000 كم2 منها.

اذ تقدر كمية المياه التي توجد في احواض المحيطات بحوالي 1370000 كم3 من المياه.
وتحتل احواض المحيطات الاجزاء المنخفضة من الغلاف الصخري اذ يبلغ معدل عمق المحيط العالمي 3790 متر دون مستوى سطح البحر.

ولا يكون قاع المحيط مستويا او منتظما اذ تنتشر فوقه كثير من المناطق التي يزيد ارتفاعها عن المستوى العام لعمق القاع مثل الحافات المحيطية الوسطى والتلال والجبال البحرية التي ترتفع حوالي 1000 متر فوق مستوى القاع وقد تزيد عن ذلك احيانا كثيرة.

وتوجد في بعض الجهات من قيعان الحيطات مناطق تنخفض كثيرا عن المستوى العام لعمق القاع كما في الخنادق المحيطية (الاغوار) التي يبلغ طول البعض منها عدة الآف من الكيلومترات.
كما يزيد العمق في بعضها عن 10000 متر دون مستوى سطح البحر.

تمثل القارات الأجزاء المرتفعة من تضاريس الدرجة الأولى على خلاف الأحواض المحيطية التي تمثل الأجزاء المنخفضة منها.

وتمثل عادة المناطق التي ترتفع فوق مستوى سطح البحر من الرصيف القاري.
ويمكن ان نضم للقارات بموجب هذا التعريف جزرا عديدة مثل تلك التي تقع شمال قارة امريكا الشمالية والجزر البريطانية.

ويتصف سطح القارات بعدم انتظامه على خلاف ما يوجد عل قيعان المحيطات.
وتكون المحيطات اكثر عمقا من ارتفاع القارات فوق مستوى سطح البحر.

فبينما لا يرتفع الا ما مقداره 11% من سطح اليابسة اكثر من 2000م فوق مستوى سطح البحر ينخفض حوالي 84% من مساحة قاع المحيط اكثر من 2000م دون مستوى سطح البحر، في الوقت نفسه يكون ارتفاع اعلى قمة على اليابسة 8840م عند افرست بينما سجل عمق مقداره 11524 م دون مستوى سطح البحر عند خندق ماريانا.

كما ان معدل عمق المحيط اعظم بكثير من معدل ارتفاع اليابسة ذلك ان معدل عمق المحيط 3730 م وان معدل ارتفاع اليابسة هو 850 م فقط.

هذا ويتربط تفسير كيفية تكون تضاريس الدرجة الاولى ارتباطا كليا بطريقة تكوين الكرة الارضية نفسها والتي ما زالت الاراء متضاربة حولها بشكل كبير.

ونجد ان مجال كتابنا هذا لا يسمح لنا بان نقوم بشرح تلك الاراء والنظريات مثل فرضية الكويكبات لتشمبرلين ونظرية انفصال القمر ونظرية التقلص التي جاء بها لابورث والعقد النووية للورد كالفن ونظرية الضغط الجوي التي اظهرها سولاس وكذلك نظرية زحزحة القارات لفاجنر ونظرية انتشار قاع المحيط التي قدمها العالم الامريكي هيس.

ولا بد لنا في ختام شرحنا لتضاريس الدرجة الاولى ان نلقي الضوء على طبيعة التركيب الداخلي للأرض.
اذ يتكون باطن الارض (اللب core) بشكل رئيس من الحديد المختلط مع السليكون والكبريت وتكون درجة حرارته اكثر من 5500مْ.

ويكون الوزن النوعي له حوالي 13 بالمقارنة مع 2،8 كمعدل للوزن النوعي لصخور القشرة الارضية.

ويعتقد ان اللب يتكون من نطاقين احدهما داخلي والذي يكون نصف قطره حوالي 1250 كم ويكون منصهرا او قريبا من حالة الانصهار.
ويكون اللب الخارجي النطاق الثاني الذي يحيط بالاول ويبلغ سمكه حوالي 250 كم ويكون سائلا.

يكون نطاق المانتيل القسم الاعظم من كتلة الارض ويحيط باللب ويبلغ مقدار سمكه 2800 كم، ويتراوح الوزن النوعي لصخور المانتيل الخارجية بين 3 – 3،5 وتتزايد هذه القيمة الى 4،5 واكثر مع زيادة العمق.

ويتصف المانتيل بانه صلب بالدرجة الاساسية ومن المحتمل ان يتكون من معادن ثقيلة غنية بالمغنسيوم والحديد، وتتراوح درجات حرارته بين 675 – 2750 مْ.

وللقسم العلوي من المانتيل صفة مطاطية تجعله يتغير تبعا للضغط الخارجي المسلط عليه بصورة بطيئة جدا.

هذا وتكون القشرة crust الطبقة السطحية للارض وهي غشاء رقيق يتراوح معدل سمكه بين 24 – 32 كم في حين يزداد ذلك السمك اسفل القارات فيبلغ بين 30 – 65 كم.

ويظهر انقطاع واضح في البنية ودرجة البلورية والتركيب الكيمياوي بين القشرة الارضية وبين طبقة المانتيل الواقعة اسفلها.
وتقسم القشرة الارضية نفسها الى طبقتين هما:

1- النطاق العلوي غير المتصل الذي يتطابق مع خطوط القارات ويكون وزنه النوعي 2،65 ويعرف بالسيال ويتكون في معظمه من عنصري السليكون والالمنيوم.

2- النطاق الاسفل المتصل الذي ينكشف عند قيعان المحيطات ووزنه النوعي.

3- ويعرف بالسيما الذي يتكون معظمه من عنصري السيليكون والمغنسيوم.

يطلق على كل من القشرة الارضية والقسم الاعلى من المانتيل اسم الغلاف الصخري ويتكون من مجموعة من الصخور التي تصل الى اعماق بين 60 -100 كم.

ويقع تحته نطاق الاستينوسفير ذو الصفة المرنة الذي يبلغ سمكه 130 – 160 كم.
وبالنظر الى ان الغلاف الصخري يمتد رقيقا فوق الاستينوسفير فإنه يتاثر ايضا بخاصية المرونة التي عليها الاستينوسفير فيتغير تبعا للمتغيرات التي تؤثر عليه.