عناصر الأدب.. العاطفة. الخيال. الفكرة أو المعنى. الأسلوب



الأدب والحياة:

الأدب بطبيعته متصل اتصالاً مباشراً ووثيقاً بأنحاء الحياة المختلفة، سواء المتصلة بما يمس الشعور أو بما يمس العقل والحاجات الماديّة. وبهذا يكون الأدب هو روح العصر ونتاج المجتمع لأنه يصور ميزات الأمة النّفسية و العقلية، وعيوبها ومثاليتها ومحاسنها، وأحوالها السياسية و الاقتصادية.

عناصر الأدب:

ولتصوير هذا أو بعضه كان على الأدب أن يجمع بين عناصر أربعة هي أربعة: العاطفة، والخيال، والفكرة، والأسلوب.

1- العاطفة:

وهي الحالة الوجدانية التي تدفع الإنسان إلى الميل للشيء، أو الانصراف عنه، وما يتبع ذلك من حب أو كره، وسرور أو حزن ، ورضا أو غضب. وقد تنبه لها نقادنا القدماء.
فابن رشيق مثلا يقول في كتاب (العمدة في محاسن الشعر و نقده) أن قواعد الشعر أربعة هي الرغبة و الرهبة و الطرب و الغضب.
فمع الرغبة يكون المدح و الشكر, ومع الرهبة الاستعطاف أو الاعتذار. ومع الطرب يكون الشوق ورقة النسيب. ومع الغضب يكون الهجاء والتوعد والعتاب الموجع. والأدب يعتمد على عنصر العاطفة بشكل كبير ولهذا نجد هذا العنصر مقترنًا غالبًا بماهية الأدب.
ومن عادة الفنون أن يكون للشعور فيها دور كبير. ويرى البعض أن العاطفة هي التي تُكسب العمل الأدبي صفة الخلود. فقد قال البعض بأنه لا بد أن تكون العاطفة صادقة وسامية. وأن لا يعتمد الأدب على تنشيط العواطف المريضة كما يحدث في الأدب المكشوف، وصدق العاطفة يعني بُعدها عن الزيف والمبالغة، والإدعاء والإنفعال الكاذب.

2- الخيال:

يُطلق في اللغة على الطيف والظل. وقد يُطلق على الوهم فيقال خيَّل له كذا و كذا. أمَّا في الاصطلاح فهو أحد الملكات العقلية  التي تجسد المعاني والأشياء والأشخاص، وتمثلها أمامنا حتى تثير المشاعر وتهيج  الإحساس.
وهو عنصر أصيل في الأدب كله، وفي الشعر بوجه خاص. وهو يقل في شعر الحكمة مثلاً، ويكثر في الأغراض الأخرى للشعر الوجداني كالغزل والرثاء... وتتجلى أهمية الخيال حينما نرى كيف يبدع الشاعر في تصوير مشاهد مألوفة في حياتنا، قد اعتدنا على رؤيتها، لكن الشاعر يبث فيها الحياة والحركة، ويصورها وكأنها ماثلة أمامنا.

3- الفكرة أو المعنى:

من الطبيعي أن يتضمن العمل الأدبي فكرة أو معنى يقوم عليه، ونحنُ لا نريد من الأديب أن يجعلنا نفكر بقدر ما نريد منه أن يجعلنا نشعر وندرك حقائق الأشياء من خلال الإحساس. وحديثنا عن الأفكار أو المعاني لا يعني أنها ممكن أن تُفصل أو تُلاحظ بشكل مُنفصل. فالعمل الأدبي وحدة واحدة لا تتجزأ. ولا يمكن أن نرد الجمال فيه لجمال الفكرة وحدها أو لجمال اللفظ وحده.

4- الأسلوب:

وهو الطريقة التي يلجأ إليها الأديب للتعبير عَنْ الأفكار والعواطف، أو هو القالب الذي يصب فيه الأديب هذه وتلك. فالأسلوب: صورة عامة تطبع الكلام بطابع خاص. 


0 تعليقات:

إرسال تعليق